وأضاف الشرع في كلمة له حول التطورات الأخيرة في السويداء، إن الشعب السوري قدم تضحيات في ثورته ولا يزال قادراً على تقديم تضحيات من أجل كرامته”.
وأضاف: “لسنا ممن يخشى الحرب لكننا قدّمنا مصلحة الشعب على الفوضى وكان خيارنا الأمثل حماية وحدة الوطن”.
وأكد الشرع رفضه محاولات تقسيم سوريا، قائلاً: “لن نسمح بها ونسعى إلى أن نكون جميعاً شركاء في بناء بلادنا”.
وخاطب الرئيس السوري أحمد الشرع الطائفة الدرزية قائلاً: “حماية حقوقكم وحرياتكم من أولوياتنا ونرفض أي مسعى يهدف إلى جرّكم لطرف خارجي أو لإحداث انقسام داخل صفوفنا”.
وتعليقاً على ما حدث في السويداء، قال الشرع: “قررنا تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل لاستعادة الأمن، وكنا بين خيار الحرب مع إسرائيل أو فسح المجال لشيوخ الدروز للاتفاق فاخترنا حماية الوطن”.
وأكد الرئيس السوري أن “الكيان الإسرائيلي سعى منذ سقوط النظام البائد لتحويل بلاده إلى أرض نزاع وتفكيك الشعب، ولجأ لتقويض جهود ضبط الأمن في السويداء لولا وساطة أمريكية وعربية وتركية”.
وأشار الشرع إلى أن الدولة السورية تدخلت بكل مؤسساتها لوقف ما جرى في السوداء من اقتتال داخلي ونجحت في ضبط الأمن”.
وتابع: “لا مكان لتنفيذ أطماع الآخرين في أرضنا وسنعيد لسوريا هيبتها وعلينا تغليب المصلحة الوطنية”.
والاثنين، دخلت قوات من الجيش السويداء، لاستعادة الأمن وحماية الأهالي، بعد اندلاع اشتباكات بين جماعات مسلحة من الدروز والبدو في المحافظة، خلّفت عشرات القتلى.
والأربعاء، شن الجيش الإسرائيلي عدواناً جديداً على سوريا، شمل غارات جوية على أكثر من 160 هدفاً في 4 محافظات جنوبية هي السويداء ودرعا المتجاورتين، ودمشق وريف دمشق. وأعلنت وزارة الصحة السورية مقتل 3 أشخاص وإصابة 34 جراء الغارات على وسط العاصمة دمشق.
وتستخدم إسرائيل ما تزعم أنها "حماية الدروز" في سوريا ذريعة لتبرير انتهاكاتها المتكررة لسيادة البلاد، ومنها رغبتها في جعل جنوب سوريا "منزوع السلاح".
لكن معظم زعماء الطائفة الدرزية بسوريا أكدوا، عبر بيان مشترك في وقت سابق، إدانتهم أي تدخل خارجي وتمسكهم بسوريا الموحدة، ورفضهم التقسيم أو الانفصال. ولم تهدد الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، إسرائيل بأي شكل.
ورغم ذلك تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى إلى مقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة ببشار الأسد أواخر 2024، ووسعت رقعة احتلالها في الجولان، كما احتلت المنطقة العازلة السورية.