البقوليات بدلاً من الدقيق.. أزمة المجاعة تتفاقم في غزة مع استمرار الحصار الإسرائيلي
الحرب على غزة
5 دقيقة قراءة
البقوليات بدلاً من الدقيق.. أزمة المجاعة تتفاقم في غزة مع استمرار الحصار الإسرائيليتفاقمت أزمة المجاعة في قطاع غزة مع استمرار الحصار الإسرائيلي منذ مارس/آذار الماضي، ما دفع آلاف العائلات إلى طحن البقوليات المتبقية لديهم -مثل العدس والفول والمعكرونة- لاستخدامها بديلاً للدقيق في صناعة الخبز، بعد نفاده الكامل من الأسواق المحلية.
وسبق لسكان القطاع أن واجهوا ظروفًا مشابهة العام الماضي، عندما اضطروا إلى استخدام أعلاف الحيوانات وأوراق الأشجار كبدائل غذائية، في ظل النقص الحاد في المواد التموينية. / AA
12 مايو 2025

في مدينة خان يونس جنوب القطاع، اصطفَّت طوابير طويلة أمام مطاحن الحبوب، حيث يحمل المواطنون أكياساً صغيرة تحتوي على كميات ضئيلة من الحبوب، في مشهد يعكس الانهيار الكامل في الأمن الغذائي، وتفاقم أزمة المعيشة وسط الحرب المستمرة.

ويبرز في هذه الطوابير حضور لافت للأطفال، بوجوه شاحبة وملابس بالية، ينتظرون لساعات في محاولة للحصول على ما يسد رمقهم.

وحذّرت حكومة غزة، الجمعة، من أن أكثر من 65 ألف طفل مهددون بالموت جوعاً، في ظل استمرار القيود الإسرائيلية المشددة على إدخال الغذاء والمساعدات الإنسانية، معتبرةً أن ما يجري يرقى إلى "جريمة إبادة جماعية ممنهجة".

في السياق نفسه، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الأربعاء، قطاع غزة "منطقة مجاعة"، محذراً من التداعيات الكارثية لاستمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المواد الأساسية، بما في ذلك الغذاء والدواء والوقود، لأكثر من شهرين متواصلين.

وسبق لسكان القطاع أن واجهوا ظروفاً مشابهة العام الماضي، عندما اضطروا إلى استخدام أعلاف الحيوانات وأوراق الأشجار بدائل غذائية، في ظل النقص الحاد في المواد التموينية.

وفي بيان صدر السبت، وثَّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وفاة 14 مسناً فلسطينياً خلال الأسبوع الماضي، نتيجة مضاعفات ناتجة عن الجوع وسوء التغذية وانعدام الرعاية الصحية.

وأكد المرصد أن هذه الوفيات جاءت نتيجة مباشرة للحصار الإسرائيلي الكامل على القطاع، ومنع إدخال المساعدات.

البقوليات بديلاً

وسط انقطاع تام للدقيق ومنع دخول المساعدات الإنسانية، يلجأ الفلسطينيون في قطاع غزة إلى طحن ما تبقى لديهم من بقوليات لصناعة الخبز، في محاولة لمقاومة الجوع المتصاعد تحت الحصار المستمر.

ويقول محمد أبو خاطر، صاحب أحد مطاحن الحبوب في مدينة خان يونس: "بادرنا إلى فتح المطحنة أمام الأهالي لطحن ما لديهم من حبوب مقابل مبلغ رمزي، لمساعدتهم على تأمين بدائل للدقيق الذي لم يعد متوفراً منذ أسابيع”.

وأضاف: "الناس يأتون بما تيسّر لديهم من عدس وفول وأرز وحتى المعكرونة لطحنها واستخدامها في إعداد الخبز، في ظل إغلاق المعابر ومنع إدخال المواد الغذائية”.

وأشار أبو خاطر إلى أن بعض الحبوب التي تصل إليهم تكون تالفة وغير صالحة، لكن الحاجة تدفع العائلات إلى استخدامها، موضحاً: "هناك مَن لم يأكل الخبز منذ يومين أو ثلاثة أيام".

ووجّه نداءً إلى العالمين العربي والإسلامي للتحرك العاجل وإنقاذ سكان غزة من المجاعة، قائلًا: "المطلوب توفير مساعدات إنسانية فورية، قبل فوات الأوان".

في السياق نفسه، حذَّرت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف، كاثرين راسل، من تسارع تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، مشيرةً إلى انتشار سوء التغذية، وتفشي الأمراض، ونفاد اللقاحات الأساسية.

وقالت راسل إن نحو 75% من الأسر في غزة أفادت خلال الشهر الماضي بتراجع حاد في قدرتها على الحصول على مياه الشرب، موضحةً أن "كثيرين يُضطرون إلى الاختيار بين استخدام المياه المحدودة للاستحمام أو التنظيف أو الطهي".

وأضافت أن حالات الإسهال المائي الحاد باتت تشكل ربع مجمل الإصابات المرضية المسجلة في غزة حالياً، في ظل الانهيار المستمر للخدمات الصحية الأساسية.

 طوابير الجوع

في مشهد يلخص عمق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وقف الطفل محمد (6 أعوام) قرب أحد المطاحن في خان يونس، ممسكاً بكيس صغير يحتوي على العدس والأرز والفاصولياء.

قال بصوت خافت: "جئت لأطحن العدس والأرز، لأنه لا يوجد خبز في البيت، نحن جائعون ولا يوجد طعام".

ويضيف محمد، الذي تعكس ملامحه الشاحبة أثر الحصار: "المعابر مغلقة، وعائلتي لا تتحمّل الجوع. أتمنى أن تُفتح المعابر قريباً وتدخل المساعدات".

أما الطفل زين، فجاء بدوره يحمل كميات بسيطة من الحبوب لطحنها، يقول: "أحضرت الأرز والعدس والفول والفاصولياء، لأنه لا يوجد دقيق في البيت".

ويتابع: "لا أحد يساعدنا. لا يوجد خبز، فقط هذه الحبوب التي نحاول تحويلها إلى طعام".

ويعيش الأطفال في غزة منذ أسابيع على حافة المجاعة، بعد أن فقد معظم العائلات أي قدرة على الحصول على الغذاء، مع استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق ومنع إدخال المساعدات الإنسانية بشكل شبه كامل.

وفق تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن ثلث المطابخ المجتمعية في غزة اضطر إلى الإغلاق خلال الفترة بين 27 أبريل/نيسان و6 مايو/أيار، ما أدى إلى انخفاض إنتاج الوجبات اليومية بنسبة 25%.


وانخفض عدد الوجبات التي كانت تُنتج سابقاً من خلال 180 مطبخاً (بمعدل 1.08 مليون وجبة يومياً) إلى 823 ألف وجبة فقط، يجري إعدادها عبر 117 مطبخاً لا تزال تعمل بدعمٍ من الأمم المتحدة وشركائها. وتشير التقارير إلى إغلاق 100 مطبخ إضافي منذ أواخر أبريل/نيسان، مع ازدياد هذا العدد يوماً بعد يوم بسبب نقص الإمدادات.

في بيان صادر بتاريخ 3 مايو/أيار الجاري، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدد الضحايا الذين قضوا بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية بلغ 57 شهيداً، معظمهم من الأطفال، بالإضافة إلى مرضى ومسنين، منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

كانت إسرائيل قد شدّدت من إجراءاتها في مطلع مارس/آذار الماضي، بقرار يقضي بإغلاق كامل لجميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنع دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية وشاحنات الوقود، في خطوة عدَّها مراقبون تصعيداً مباشراً لسياسة التجويع الجماعي.

ويعتمد سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة على تلك المساعدات بشكل شبه كامل، بعد أن حوّلتهم الحرب المستمرة منذ 19 شهراً إلى مجتمع منكوب اقتصادياً، وفق تقارير صادرة عن البنك الدولي.

وبدعمٍ أمريكي مطلق، تواصل إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية موثقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت حتى الآن أكثر من 172 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى ما يزيد على 11 ألف مفقود، في ظل دمار شامل طال البنى التحتية والمرافق الحيوية للقطاع.

مصدر:TRT Arabi
اكتشف
بعد طلب هولندا مراجعة اتفاقية الشراكة الأوروبية-الإسرائيلية.. باريس: أمر مشروع ندعو لمدارسته
النرويج تنهي استثماراتها في شركة "باز" الإسرائيلية لدعمها المستوطنات بالضفة
جيش الاحتلال يهدم منزلًا في جنوبي الضفة الغربية ويواصل عدوانه في طولكرم.. ووفاة أسيرة سابقة
ويتكوف يصل إلى إسرائيل.. وعائلات الأسرى في غزة تطالب باتفاق خلال 24 ساعة
القسام تعلن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر اليوم
إسرائيل تُصدق على استئناف تسوية الأراضي في الضفة الغربية وسط رفض فلسطيني واسع
بعد محادثات ليومين.. اتفاق صيني-أمريكي بشأن الرسوم الجمركية
جماعة الحوثي تعلن أن طيراناً إسرائيلياً شنّ سلسلة غارات على محافظة الحُديدة
ترحيب بعزم حماس الإفراج عن ألكسندر.. ونتنياهو يزعم أن الاتفاق بلا  مقابل ومعارضوه يرمونه بالفشل
بعد اتصالات مع واشنطن.. حماس توافق على الإفراج عن الجندي عيدان ألكسندر في إطار جهود وقف إطلاق النار
"قلق من مواصلة البناء".. هيئة البث العبرية: الجيش لم يدمر سوى ربع أنفاق حماس بغزة
زيلينسكي يرى تفكير روسيا بإنهاء الحرب "علامة إيجابية" ويدعو لوقف النار من الغد
بعد جولة خليجية.. روبيو إلى تركيا برفقة ترمب لحضور اجتماع الناتو
الاحتلال يدّعي أنه "سيؤمّن" نقل المساعدات إلى غزة.. وحماس تتهمه بارتكاب "جريمة حرب مركبة"
أردوغان مهنئاً بعيد الأم: لا نستطيع رد جميلهن
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us