وعبر منصة تليغرام، نشرت سانا صوراً تظهر حجم الضرر الذي تعرضت له منازل المدنيين في ريف درعا، وقالت إن "مجموعات خارجة عن القانون في بلدة الثعلة بريف السويداء، تستهدف منازل المدنيين في بلدة أم ولد بريف درعا، ما أدى إلى إصابة سيدة و3 أطفال".
وفي وقت سابق اليوم، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا أن قوات الأمن والجيش دخلت محافظة السويداء جنوب البلاد منذ ساعات الصباح الأولى، في إطار عملية أمنية تهدف إلى "وقف الفلتان وفرض هيبة القانون وسلطة الدولة ونزع سلاح المجموعات الخارجة عن القانون".
وأضاف البابا في تصريحات، أن قوات الأمن والجيش تعرضت لغدر بعد دخولها محافظة السويداء جنوب البلاد لفض اشتباك بين أطراف مسلحة، ما اضطرها إلى استخدام القوة لفرض القانون.
وقال إن "قوات سورية دخلت لفض النزاع في السويداء، لكنها تعرضت لغدر، ما أسفر عن شهداء وجرحى وأسرى من قوات الأمن" (لم يحدد العدد)، وأشار إلى أن "الحكومة ردّت بقوة على عمليات الغدر التي طالت عناصر الأمن والجيش بما يضمن تحقيق الوحدة الوطنية".
واندلعت مساء الأحد في السويداء مواجهات بين مجموعات مسلحة من المكونين الدرزي والبدوي، وأسفرت عن أكثر من 30 قتيلا و100 جريح، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن وزارة الداخلية.
وذكرت مصادر محلية أن الاشتباكات بدأت بعد قيام الطرفين بمصادرة مركبات بشكل متبادل، ما أدى إلى تصعيد سريع تحول إلى مواجهات عنيفة باستخدام أسلحة متوسطة وثقيلة، وأكدت أن معظم الضحايا من عناصر المجموعات المسلحة، بينما تضرر بعض المدنيين جراء الاشتباكات.
"حماية دولية"
في المقابل، قال زعيم روحي للطائفة الدرزية في سوريا، اليوم الاثنين، إنهم لن يسمحوا بدخول قوات الجيش والأمن السوريين إلى محافظة السويداء جنوبي البلاد، مطالباً بـ"حماية دولية".
وقال حكمت الهجري في بيان على حسابه في فيسبوك: "نطالب بحماية دولية وبشكل فوري وسريع نظراً لخطورة الوضع".
وأضاف: "نؤكد رفض دخول الأمن العام والهيئة للمنطقة، وبخاصة أنهم ليلة أمس دخلوا الحدود الإدارية بحجة الحماية، لكنهم أقدموا على قصف أهلنا في القرى الحدودية وكانوا يساندون العصابات التكفيرية بأسلحتهم الثقيلة وطائراتهم المسيّرة"، وفق مزاعمه.
وتابع الهجري: "نحمّل كامل المسؤولية لكل من يشارك بالاعتداء على مناطقنا وأهلنا وكل من يسعى لدخول الأمن العام إلى مناطقنا"، واختتم بيانه بتأكيد "طلب الحماية الدولية الفوري، وذلك حقناً لدماء أهلنا وأبنائنا"، وفق تعبيره.
ولدروز سوريا ثلاثة مشايخ عقل (زعماء دينيين)، هم حكمت الهجري، وحمود الحناوي، ويوسف الجربوع. وتعتبر مكانة المشايخ متوارثة، ولا يمكن أن تخرج المشيخة عن 3 عوائل هي الهجري والحناوي والجربوع.
و"حماية الدروز" هي ذريعة كثيراً ما استخدمتها إسرائيل لتبرير تدخلاتها، غير أن الرد جاء واضحاً وسريعاً من غالبية زعماء ووجهاء الطائفة الدرزية، الذين أكدوا في بيان مشترك تمسكهم بسوريا الموحدة ورفضهم التقسيم أو الانفصال.
وفي وقت سابق الاثنين، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مهاجمة دبابات في السويداء جنوب سوريا، وذلك عقب إعلان وزارة الداخلية بدمشق عملية أمنية بالمحافظة ودخول قواتها لنزع سلاح "مجموعات خارجة عن القانون".
وقال جيش الاحتلال في بيان أولي إنه "هاجم قبل قليل عدة دبابات (دون تحديد الجهة التي تتبع لها) في منطقة قرية سميع بالسويداء جنوب سوريا".
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، لم تهدد إسرائيل بأي شكل، تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى إلى مقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 سنة من حزب البعث الدموي و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.
وأعلنت الإدارة السورية الجديدة، في 29 يناير/كانون الثاني 2025، الشرع رئيساً للبلاد خلال فترة انتقالية تستمر 5 سنوات.
وتحتل إسرائيل منذ عام 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة ببشار الأسد ووسعت رقعة احتلالها في الجولان، كما احتلت المنطقة العازلة السورية، ودمرت معدات وذخائر عسكرية للجيش السوري عبر مئات الغارات الجوية.