العالم
6 دقيقة قراءة
ما لا تعرفه عن سلطنة عمان.. سيطرت على بحر العرب وحاربت الغزو البرتغالي
على الرغم الاحتلال البرتغالي الذي استمرّ قرابة 140 عاماً، لم تتمكّن سلطنة عُمان من دحر الاحتلال وحسب، بل وتمكنت من الاستحواذ على مناطق النفوذ البرتغالي لتتحول بذلك إلى إمبراطورية كبرى تمتدّ أراضيها من سواحل باكستان إلى سواحل إفريقيا الشرقية.
ما لا تعرفه عن سلطنة عمان.. سيطرت على بحر العرب وحاربت الغزو البرتغالي
قلاع سلطنة عُمان. / Others
10 يناير 2022

في مثل هذا اليوم قبل عامين توُفّي السلطان قابوس بن سعيد، السلطان التاسع في تاريخ عُمان وأحد أطول حكام الشرق الأوسط بقاءً في السلطة منذ توليه السلطة في انقلاب أبيض عام 1970، فيما تولى ابن عمه هيثم بن طارق الحكم خلفاً له.

وتعود جذور هيمنة أسرة آل بوسعيد التي لا تزال تحكم عُمان حتى اليوم إلى الحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد أوائل القرن الثامن عشر، والتي كانت سبباً في احتلال الفرس لعُمان عام 1737 حتى مبايعة الأمام أحمد آل بوسعيد الذي كان حاكم صُحار، إماماً في عام 1744، الذي نجح بخبرته وحنكته السياسية والتجارية والعسكرية في توحيد راية العمانيين وطرد الفرس.

منذ أواخر القرن الخامس عشر أضحت عُمان إمبراطورية تجارية وبحرية قوية تنافس كلاً من المملكة المتحدة والبرتغال على النفوذ في مياه المحيط الهندي وبحر العرب بجانب الساحل الإفريقي الشرقي، وكانت ذروتها بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر، بعد سيطرتها على مناطق النفوذ البرتغالي من الهند وباكستان شرقاً، مروراً بمناطق بحر العرب حتى زنجبار.

الاحتلال البرتغالي

في أعقاب رحلة المستكشف البرتغالي فاسكو دي غاما حول رأس الرجاء الصالح عام 1497، بدأ البرتغاليون خططهم للسيطرة على طرق التجارة في المحيط الهندي، فبعد أن سيطروا على سواحل غرب إفريقيا انتقلوا إلى سواحل شرق القارة السمراء وأحكموا سيطرتهم على زنجبار وممباسا بداية القرن السادس عشر.

ولإحكام سيطرتهم على مياه المحيط الهندي والتفرد بالتجارة مع الهند، قرر البرتغاليون بقيادة ألفونسو دي ألبوكيرك مهاجمة وتدمير الأسطول العماني الذي كان يدير حركة التجارة بين الهند والخليج العربي، لهذا بدؤوا بالاستيلاء على جزيرة سوقطرة اليمنية عام 1506.

وعلى الرغم من الحملات البحرية التي أرسلها كل من الدولة العثمانية ودولة المماليك في مصر، فإن البرتغاليين نجحوا في احتلال مسقط عام 1507، وسرعان ما أحكموا سيطرتهم على الساحل العماني بأكمله ومضيق هرمز، وصولاً إلى غوا الواقعة على الساحل الهندي.

اليعاربة والتحرير

مستغلّاً الثورات الشعبية ضدّ قوى الاحتلال وانشغال البرتغال في حروبها البحرية مع هولندا وإنجلترا وفرنسا، بدأ الإمام ناصر بن مرشد اليعربي، مؤسس دولة اليعاربة، تحشيد العمانيين تحت رايته وبناء جيش وأسطول بحري من أجل مجابهة الاحتلال البرتغالي.

وفي الربع الأول من القرن السابع عشر، تمكنت قوات اليعاربة من طرد قوات الأميرال البرتغالي راي فرير دا أندرادا من خور فكان، لتنطلق بذلك شعلة التحرير العُمانية التي تمكنت من إفلات قبضة البرتغاليين عن جلفار ودبا عام 1633، ومن ثم صحار عام 1643.

واستمر قتال العمانيين بقيادة الإمام الجديد سلطان بن سيف الذي تولى الحكم في العام السابق بعد وفاة ابن عمه الإمام ناصر بن مرشد، حتى تحرير مسقط، آخر معاقل البرتغاليين، عام 1650.

عقب التحرير حاول البرتغاليون استعادة عُمان، لكن الأسطول العُماني نجح في صدهم مرتين متتاليتين بين عامَي 1650 و1652.

إمبراطورية في آسيا وإفريقيا

عقب الاحتلال البرتغالي الذي دام قرابة 140 عاماً، لم يكتفِ العمانيون بتحرير بلادهم، بل استغلوا السفن التي أخذوها من البرتغاليين وبدؤوا مهاجمة قواعدهم على السواحل الهندية الإفريقية، وذلك من أجل نزعها منهم وضمها إلى إمبراطوريتهم.

ففي السنوات التي أعقبت الاحتلال، أصبحت الإمبراطورية العمانية تضمّ أراضي واقعة بين قارتي آسيا وإفريقيا، خصوصاً بعد أن تمكن الأسطول العُماني من إحكام سيطرته على على مومباسا في كينيا عام 1661، ومن ثم زنجبار (في تنزانيا حالياً) عام 1696.

كما تَمكَّن الأسطول العُماني من فرض الحماية على المواني الواقعة على الساحل الهندي، بالإضافة إلى جميع سواحل بحر العرب، لتمتدّ أراضي الإمبراطورية العُمانية من كوادر شرقاً (جنوب باكستان حالياً) حتى مدغشقر جنوباً.

وبعد الحرب الأهلية التي عصفت بعُمان بداية القرن الثامن عشر وما أعقبها من احتلال فارسي، جاء الإمام أحمد آل بوسعيد إلى سدة الحكم وتَمكَّن من دحر الفرس، فيما تَمكَّن حفيده سعيد بن سلطان من استعادة زنجبار عام 1828، وجعلها عاصمة لإمبراطوريته، ليصبح لقبه سلطان عمان وزنجبار.

لكن الإمبراطورية العمانية انقسمت بعد وفاة السلطان سعيد عام 1856 إلى قسمين: آسيوي تَولَّى حكمه ثويني بن سعيد، وإفريقي تَولَّى حكمه ماجد بن سعيد.

واستمرّ الحكم العُماني لزنجبار حتى عام 1891، لتبدأ بعد ذلك الوصاية البريطانية على زنجبار التي مُنحت الاستقلال في ديسمبر/كانون الأول عام 1963، وصارت سلطنة ملكية دستورية تحت حكم السلطان جمشيد بن عبد الله، آخر حاكم عُماني في زنجبار، الذي أُطيحَ به بعدها بشهر خلال ثورة زنجبار التي انتهت باتحاد زنجبار مع تنزانيا في أبريل/نيسان 1964.

مصدر:TRT عربي
اكتشف
"تلتزم تحقيق السلام مع لبنان".. المبعوث الأمريكي يدافع عن إسرائيل رغم اعتداءاتها المتواصلة
البرغوثي: نواجه مخططات تطهير عرقي ضد الفلسطينيين.. وأمريكا تواصل انحيازها الكامل لإسرائيل
مظاهرة داعمة لفلسطين أمام البيت الأبيض احتجاجاً على زيارة نتنياهو
جيش الاحتلال يعلن اعتقال خلية يزعم أنها تتبع فيلق القدس الإيراني جنوبي سوريا
ترمب يتوعد الدول المتحالفة مع بريكس برسوم جمركية إضافية بنسبة 10%
ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في تكساس إلى 82 قتيلاً وسط استمرار البحث عن مفقودين
ترمب: أمامنا فرصة جيّدة للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن في غزة هذا الأسبوع
قادة "بريكس" يدعون إلى إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية ويُدينون الهجمات على إيران
القسام تستهدف تجمعات لجيش الاحتلال بخان يونس وتقصف مستوطنتين محاذيتين لغزة
بلا نتيجة حاسمة.. انتهاء الجلسة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل
جيش الاحتلال يستهدف مواني ومحطة كهرباء في اليمن والحوثيون يعلنون التصدي للهجوم
الضفة.. شهيدان في نابلس وإخطارات بالهدم في الخليل و296 انتهاكاً إسرائيلياً في سلفيت
الدوحة.. جولة مفاوضات جديدة غير مباشرة بين حماس وإسرائيل لأجل وقف إطلاق النار في غزة
"بملايين الدولارات".. تقرير بريطاني: شركة أمريكية تخطط لتهجير فلسطينيي غزة عبر المساعدات الإنسانية
عائلات الأسرى الإسرائيليين تطالب باتفاق شامل تزامناً مع مفاوضات الدوحة
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us