ووفق مصادر طبية وشهود عيان شملت الاستهدافات الإسرائيلية منازل وخياماً لنازحين وتجمعات لمدنيين، بينهم مجوعون قرب مراكز مساعدات.

وفي أحدث الغارات، قتل جيش الاحتلال 6 فلسطينيين من طالبي المساعدات بإطلاق نار قرب مركز توزيع برفح (جنوب)، فيما أصاب آخرين وسط القطاع.

ومنذ 27 مايو/أيار الماضي، ارتفع عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا في سلسلة هجمات استهدفت مناطق توزيع المساعدات التي أقامتها إسرائيل والولايات المتحدة تحت غطاء "المساعدات الإنسانية"، إلى 877 شهيداً و5 آلاف و666 جريحاً، حتى أمس الخميس، وفق وزارة الصحة بغزة.

وفي شمال قطاع غزة، قتل جيش الاحتلال 3 فلسطينيين إثر استهدافه تجمعاً لمدنيين في حي التفاح شرقي مدينة غزة.

وسبق ذلك في ساعات الصباح، قتله 5 فلسطينيين بينهم طفل إثر استهداف تجمع لمدنيين ببلدة جباليا النزلة شمالي القطاع.

وتركزت الغارات الإسرائيلية خلال ساعات الفجر على مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

ففي معسكر خان يونس، استشهد 5 فلسطينيين وأُصيب نحو 10 آخرين بغارة دمّرت منزلاً على رؤوس ساكنيه، وسط أنباء عن وجود مفقودين.

وفي حادثة أخرى، استشهدت امرأة وطفلها وأُصيب 9 أشخاص بجروح متفاوتة، جراء استهداف مسيّرة إسرائيلية خيمة نازحين قرب "سجن أصداء" غربي خان يونس.

كما قصف جيش الاحتلال خياماً لنازحين في منطقة "المواصي" غربي المدينة، ما أسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة 15 آخرين.

ميدانياً، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات نسف منازل شرق خان يونس، إلى جانب قصف مدفعي متواصل يستهدف المناطق الجنوبية والشمالية من المدينة، وسط تصعيد مستمر منذ بداية الإبادة.

سوء التغذية

في السياق، ارتفع عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية في قطاع غزة إلى 69 طفلاً، بينما بلغ عدد الوفيات الناتجة عن نقص الغذاء والدواء 620 مريضاً، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الكامل وغياب تدخل فعال لوقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، يواجه نحو 650 ألف طفل و60 ألف سيدة حامل و12500 مريض سرطان خطر الموت جراء نقص الغذاء والرعاية الصحية.

وأدان المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال الإسرائيلي والدول الداعمة له، وعلى رأسها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، محملاً إياهم المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الإنسانية. 

وطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف سياسة التجويع، وفتح المعابر فوراً لإدخال المساعدات الإنسانية وإنقاذ الأرواح.

تدمير 88% من مساحة قطاع غزة 

على صعيد متصل، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الجمعة، ارتفاع عدد الشهداء والمفقودين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 67 ألفاً و880 فلسطينياً، في حين تجاوز حجم الدمار العام 88% من مساحة القطاع البالغة نحو 360 كيلومتراً مربعاً.

وقال في بيان إحصائي باليوم 650 للحرب، إن إسرائيل "ألقت 125 ألف طن متفجرات على غزة، ودمّرت أكثر من 88% من القطاع، وسيطرت على 77 بالمئة من مساحته، مخلّفة خسائر تفوق 62 مليار دولار، فيما هجرت مليوني مدني".

وأشار المكتب الإعلامي الحكومي إلى أن "إجمالي الشهداء بلغ أكثر من 19 ألف طفل، و12 ألفاً و500 سيدة، بينهم 8 آلاف و150 أمّاً، و953 رضيعاً".

وحتى الخميس، قالت وزارة الصحة بغزة، إن حصيلة شهداء الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب ارتفعت إلى 58 ألفاً و667 فلسطينياً.

وتختلف تقديرات صحة غزة عن الإحصائية التي نشرها المكتب الحكومي الجمعة، ويُعزى ذلك إلى أن الوزارة تعتمد في أرقامها على الجثامين التي وصلت المستشفيات، بينما يستند المكتب الحكومي إلى بيانات المستشفيات إضافة إلى المفقودين.

كما قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفق البيان، ألفاً و590 من الطواقم الطبية، و228 صحفياً، و777 من عناصر تأمين المساعدات.

ولفت البيان إلى أن نحو 9 آلاف و500 فلسطيني "ما زالوا تحت الأنقاض ومصيرهم مجهول".

وفي السياق، أبيدت ألفان و613 عائلة ومسحت من السجل المدني، فيما توفي 68 طفلاً بسبب سوء التغذية، و17 آخرون بسبب البرد في مخيمات النزوح، بحسب المصدر ذاته.

وسُجلت كذلك 139 ألف إصابة بينها أكثر من 4 آلاف و700 حالة بتر، بينما فقد 44 ألفاً و500 طفل أحد والديهم على الأقل، وأُصيب أكثر من مليوني شخص بأمراض معدية بسبب النزوح، منها 71 ألف حالة كبد وبائي.

وأفاد المكتب في بيانه الإحصائي، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي سرق "ألفين و420 جثماناً من الأموات والشهداء من المقابر، وأقام 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات خلال حربه المستمرة على القطاع".

ومنذ بدء الإبادة، اعتقلت القوات الإسرائيلية 6 آلاف و633 مدنياً من قطاع غزة، بينهم 362 من الطواقم الطبية، و48 صحفياً، و26 من أفراد الدفاع المدني، وفق البيان.

وفي القطاع الصحي، أوضح البيان أن إسرائيل دمرت 38 مستشفى و96 مركز رعاية، إضافة إلى استهداف 144 سيارة إسعاف.

كما شمل التدمير 156 مؤسسة تعليمية كلياً و382 جزئياً، و833 مسجداً و3 كنائس و40 مقبرة، بحسب البيان.

ولفت إلى أن 288 ألف أسرة باتت بلا مأوى بعد تدمير نحو 223 ألف وحدة سكنية كلياً، وأكثر من 130 ألفاً بشكل غير صالح للسكن، بينما استُهدف 261 مركزاً للإيواء، وفق المصدر ذاته.

وفيما يتعلق بسياسة التجويع الإسرائيلية، قال المكتب إن "الاحتلال قتل 877 مدنياً وأصاب 5 آلاف و666 آخرين خلال استهدافه لمراكز توزيع المساعدات الأمريكية، فيما لا يزال يمنع دخول عشرات آلاف الشاحنات الإغاثية منذ أكثر من 139 يوماً".

وأوضح أن قطاع الزراعة في غزة خسر 2.2 مليار دولار بعد تدمير 92 بالمئة من أراضي القطاع الفلسطيني، في وقت تعرضت فيه المياه والكهرباء والصرف الصحي والبنى الأثرية لتدمير واسع النطاق.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.