ومساء الخميس، أعلنت البطريركية اللاتينية في القدس، عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 3 أشخاص إثر قصف إسرائيلي تعرّضت له كنيسة "العائلة المقدسة" (دير اللاتين) في مدينة غزة صباحاً.
ووفق بيان صادر عن البطريركية، فإن عدد الشهداء جراء القصف الإسرائيلي لكنيسة العائلة ارتفع إلى 3 أشخاص، وإصابة 9 آخرين، بينهم حالة حرجة واثنتان في حالة خطيرة، إضافة إلى إصابة طفيفة لكاهن الرعية الأب غابرييل رومانيلي.
وقال البيان، إن الكنيسة فتحت أبوابها منذ بداية التصعيد كمأوى للنازحين، الذين فقدوا منازلهم تحت وطأة الحرب المتواصلة، قبل أن تتحول اليوم إلى ساحة مأساة جديدة، كما أدانت البطريركية، بـ"شدة" استهداف المدنيين ودور العبادة، واصفة ما حدث بأنه "جريمة مؤلمة تضاف إلى سلسلة مآسي يشهدها قطاع غزة".
وفي وقت سابق الخميس، قال محمود بصل، متحدث الدفاع المدني بغزة، في تصريح للصحفيين بمستشفى المعمداني: "ارتقى شهيدان عقب الاستهداف الإسرائيلي لكنيسة العائلة المقدسة، بعد أن كانا في حالة حرجة".
وأضاف أن "الشهيدَين هُما سعد سلامة، ويبلغ من العمر نحو 60 عاماً، وفوميا عياد البالغة نحو 80 عاماً، وقد استُشهدا نتيجة الغارة الإسرائيلية التي أصابت الكنيسة مباشرة".
وتابع بصل: "نودّع اثنين من إخوتنا المسيحيين، الذين لم يرتكبوا أي ذنب، فالاحتلال لا يفرق بين أحد، يستهدف المسيحي والمسلم، والكنيسة والمسجد".
وأشار إلى أن الكنيسة المستهدفة معلومة وتضم نحو 400 نازح من المسيحيين لجؤوا إليها بعد أن دمرت إسرائيل منازلهم خلال الحرب المستمرة على القطاع.
وأوضح أن النازحين كانوا يعتقدون أن الكنيسة مكان آمن، لكن للأسف استهدفتها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي للمرة الثالثة منذ بدء الحرب.
ودعا بصل، المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى "التحرك العاجل لحماية المدنيين"، وتساءل مستنكراً: "لماذا يُقتل هؤلاء؟! على العالم أن يتحمل مسؤوليته لحماية المدنيين".
جدير بالذكر أن كنيسة العائلة المقدسة هي الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة، وقد تحولت إلى مأوى للمسيحيين والمسلمين خلال الحرب، قبل أن تتعرض لقصف إسرائيلي خلّف أضراراً بالغة.
عشرات الشهداء شمال ووسط القطاع
أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، اليوم الخميس، باستشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين بجروح خطيرة في منطقة التوام شمال قطاع غزة.
كما ذكرت وفا في وقت مبكر اليوم أن عشرات الفلسطينيين استُشهدوا وأصيبوا في قصف الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق في القطاع.
وأضافت أن فلسطينياً قد استُشهد وزوجته وأطفالهما الخمسة جرّاء استهداف طائرات الاحتلال منزلاً في جباليا البلد شمال قطاع غزة.
وفي مخيم النصيرات، استُشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصفٍ مدفعيٍّ استهدف مجموعة فلسطينيين قرب معصرة أبو عودة على شارع صلاح الدين شرقي المخيم، فيما استُشهد 4 فلسطينيين آخرين وأصيب آخرون جرّاء قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين داخل مدرسة أبو حلو بمخيم البريج وسط القطاع، إضافة إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين إثر قصف الاحتلال تجمعاً للمواطنين بمحيط محطة بهلول في حي النصر غرب مدينة غزة، وفقاً لوفا.
وقالت الوكالة إنّ عدداً من الفلسطينيين أصيبوا في قصف الاحتلال منطقة البركة جنوب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة في غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع.