واعتقلت السلطات الأمريكية الناشط الفلسطيني محمود خليل، خريج جامعة كولومبيا، قبل أن تقتاده إلى لويزيانا في نهاية الأسبوع. ولم توجه الحكومة أي اتهامات إليه، بل ألغت فقط إقامته الدائمة بسبب مشاركته في الاحتجاجات الداعمة لفلسطين.
وقال رمزي قاسم محامي خليل، أمام محكمة فيدرالية في نيويورك أمس الأربعاء، إن موكله تحدث فقط إلى محامين عبر خط هاتف خاضع للمراقبة من لويزيانا، ولم يتمكن حتى الآن من إجراء محادثة طويلة معهم.
وأضاف أن خليل "اعتقل ليلاً في أثناء عودته إلى المنزل مع زوجته واقتيد مسافة ألف ميل إلى لويزيانا"، مشيراً إلى أن زوجة موكله، وهي مواطنة أمريكية، حامل في الشهر الثامن بطفلهما الأول.
وتابع: "اعتقل خليل وخضع لإجراءات الترحيل (...) لأنه كان يدافع عن حقوق الفلسطينيين"، طالباً المساعدة للسماح لموكله بلقاء محاميه.
وأمر القاضي جيسي فورمان بالسماح لخليل بتلقي مكالمة واحدة يومية من دون مراقبة.
ولم يصدر قرار فوري بشأن الترحيل أو المسألة القانونية المتعلقة بمكان النظر في القضية. بيد أن القاضي حدّد، غداً الجمعة، موعداً نهائياً للحكومة لتقديم حججها القانونية إلى المحكمة، مع توقّع صدور قرار الاثنين القادم.
احتجاجات وانتقادات
وخارج الجلسة، تجمّع المئات من المحتجين دعماً لخليل ورفعوا الأعلام الفلسطينية.
وتعليقاً على اعتقال خليل، قال السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز مخاطباً الرئيس دونالد ترمب: "لا يمكنك اعتقال مقيمين واحتجازهم بشكل غير قانوني بسبب آرائهم السياسية".
وأكد ساندرز، أن رمي المتظاهرين في السجون "خطوة أخرى على طريق الاستبداد".
في المقابل، نفى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمس الأربعاء، أن يكون الاعتقال اعتداء على حرية التعبير، مشدداً على أنه "بمجرد وصولك إلى هذا البلد بتأشيرة (طلابية) كهذه، سنلغيها بسبب أي دعم لحماس"، بحسب تعبيره.
وسبق لوزارة الأمن الداخلي أن قالت في إعلانها اعتقال خليل، إنها تصرفت بناء على "الأوامر التنفيذية للرئيس ترمب التي تحظر معاداة السامية، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت الثلاثاء، إن السلطات قدمت قائمة بطلاب كولومبيا الآخرين الذين تعتزم الإدارة ترحيلهم بسبب مشاركتهم المزعومة في الاحتجاجات.
وأضافت أن "الجامعة التي جرى قطع تمويل فيدرالي عنها بقيمة 400 مليون دولار بسبب اتهامات بعدم تصديها لمعاداة السامية بشكل كافٍ، لم تتعاون".
وشهدت الجامعات الأمريكية العام الماضي احتجاجات طلابية واسعة ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، وأدى بعضها إلى حصول مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة في غزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.