وذكرت الخارجية التركية في بيان تلقيها ببالغ الحزن نبأ مقتل وإصابة عديد من الأشخاص جراء انفجار في ميناء ببندر عباس. وأضافت: "نتقدم بتعازينا إلى أسر الضحايا وإلى الشعب الإيراني، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين".

وأودى الانفجار بحياة 28 شخصاً على الأقل، وجُرح 750 آخرون، وفق آخر حصيلة حسب الهلال الأحمر الإيراني.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية للتلفزيون الرسمي الأحد، إنه لم تكن هناك أي مواد عسكرية في الميناء الذي تعرض لانفجار، ونفى المتحدث تقارير إعلامية ذكرت أن الانفجار ربما يكون مرتبطا بسوء التعامل مع الوقود الصلب المستخدم في الصواريخ.

وفي وقت سابق من يوم السبت، وقع انفجار عنيف في ميناء "الشهيد رجائي" ببندر عباس المُطل على الخليج جنوبي إيران، فيما لم يُعرف بعد سببه، وبعد مضي أكثر من ساعات على الحادث، أكد التليفزيون الرسمي أن فرق الطوارئ تواجه صعوبة في إخماد النيران جراء الرياح القوية.

وقالت إدارة الجمارك بالميناء، إنه جرى إخلاء الشاحنات من المنطقة وإن ساحة الحاويات التي وقع فيها الانفجار تحوي على الأرجح "بضائع خطرة ومواد كيميائية".

وقال حاكم مدينة بندر عباس الإيرانية إن المدارس ستغلق بشكل كامل الأحد بسبب انفجار الميناء، كما أوصت وزارة الصحة الإيرانية سكان هرمزغان لزوم منازلهم حتى إشعار آخر لانتشار غازات سامة بعد الانفجار.

ووقع الانفجار تزامناً مع انطلاق جولة ثالثة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عُمان. وقال التليفزيون الرسمي إن "التقصير في التعامل مع المواد القابلة للاشتعال كان عاملاً مساهما" في الانفجار.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الانفجار تسبب في تحطيم نوافذ على بعد عدة كيلومترات، وجرى تداول لقطات على الإنترنت تظهر سحابة دخان ترتفع عقب الانفجار. وقالت وكالة أنباء فارس، إن دوي الانفجار سُمع في جزيرة قشم التي تبعد 26 كيلومتراً إلى الجنوب من بندر عباس.

وفي تطور لاحق، أعلنت مؤسسة الجمارك الإيرانية وقف أنشطتها كافة حتى إشعار آخر في ميناء مدينة بندر عباس بعد الانفجار العنيف الذي هز الميناء. وأضافت في بيان، أنه جرى تعليق عمليات التصدير كافة من ميناء رجائي في بندر عباس بمحافظة هرمزغان، حتى إشعار آخر.

بدورها، أعلنت الشركة الوطنية لتكرير وتوزيع المشتقات النفطية، في بيان، أن منشآت النفط لم تتأثر بالانفجار، وأن أعمالها مستمرة دون انقطاع. ونقل التليفزيون الإيراني عن بيان للمصفاة وشركة توزيع النفط في البلاد، أنه لا ارتباط بين الانفجار والمصافي التابعة للشركة أو خزانات الوقود أو مراكز التوزيع أو خطوط الأنابيب. وأشار البيان إلى أن منشآت مصفاة النفط الوطنية في مدينة بندر عباس تواصل العمل دون انقطاع.

وأعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أنه أوفد وزير الداخلية إسكندر مؤمني لإجراء تحقيقات دقيقة في ملابسات حادث الانفجار، فيما أصدر وزير الداخلية الإيراني في وقت سابق تعليمات ببدء تحقيق فوري في ملابسات الانفجار، ليتوجه بموجب ذلك رئيس هيئة إدارة الأزمات في البلاد إلى منطقة الحدث.

ورغم أن إيران لم تكشف حتى الآن عن أي نتائج بشأن التحقيق الذي بدأته على الفور في حادثة الانفجار بميناء رجائي في مدينة بندر عباس، فإن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني قال إن الحديث عن عمل إرهابي وراء انفجار ميناء رجائي هو تكهنات إعلامية، فيما نقلت القناة الـ12 العبرية عن مسؤولين تأكيدهم أن إسرائيل غير مسؤولة عن الانفجار، ولكن لم يصدر تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي أو مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عندما سُئلا عما إذا كان لإسرائيل أي صلة بأي شكل من الأشكال بالانفجار.

وتعرضت أجهزة الكمبيوتر في الميناء نفسه لهجوم إلكتروني عام 2020 تسبب في اضطرابات كبيرة في المسارات المائية والطرق المؤدية إلى المنشأة. وكانت صحيفة واشنطن بوست ذكرت أن إسرائيل تقف -على ما يبدو- وراء ذلك الهجوم رداً على هجوم إلكتروني إيراني سابق.