وأعلن متحدث جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة إكس، إطلاق ما وصفها بـ"مرحلة جديدة وأعنف" من العدوان على غزة تحت اسم "عربات جدعون".
وزعم أدرعي أن العملية تهدف إلى "إعادة المختطفين (المحتجزين) وإسقاط وحسم حكم حماس"، وقال إنّ "هذين الهدفين مرتبطان بعضهما ببعض".
وأوضح أن العملية الجديدة ستشمل "هجوماً واسعاً، وتهجير معظم سكان قطاع غزة إلى منطقة خالية من عناصر حماس"، بزعم حمايتهم، على حد تعبيره.
وأضاف أن الجيش سيتّبع "الصيغة التي نُفّذت في رفح" لتطبيقها في مناطق أخرى داخل القطاع، في إشارة إلى العمليات التي أسفرت عن مجازر وعمليات تهجير جماعي بحق عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وفق تقارير حقوقية وأممية.
كما اتهم أدرعي حركة حماس بـ"التسبب في معاناة سكان غزة"، وادّعى أنها "تسرق الغذاء منهم وتفرض عليهم الجوع"، في خطاب إعلامي تكرّره المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لتبرير سياسة الحصار والتجويع الجماعي التي تتعرض لها غزة.
التصديق على توسيع الإبادة
وكان نتنياهو قال في كلمة متلفزة نشرها عبر حسابه بمنصة إكس أمس الاثنين: "جلسنا مساء أمس (الأحد) حتى ساعة متأخرة في الكابينت، وقررنا إطلاق عملية عسكرية مكثفة في غزة، بناء على توصية رئيس الأركان (إيال زامير)".
وأضاف أن "توصية رئيس الأركان تقضي بهزيمة حماس، ويعتقد أنه في الطريق سيساعد ذلك على إطلاق سراح المختطفين (الأسرى)، وأنا أتفق معه في هذا".
وأشار إلى أن "هناك خطة لإجلاء السكان من قطاع غزة"، مدّعياً أن الهدف منها هو "حمايتهم". وأضاف: "لقد تحدثنا كثيراً في هذه المسألة، ولن نخوض فيها الآن".
واستدرك نتنياهو قائلاً: "ليكن واضحاً، لن ندخل إلى غزة ثم ننسحب كما حدث في الماضي. لن نرسل قوات الاحتياط للسيطرة مؤقتاً على الأرض ثم نغادر ونكتفي بمداهمات محدودة لما تبقى من القوات هناك. هذا لن يحدث، بل العكس تماماً هو ما نخطط له".
هجوم 7 أكتوبر
في سياق آخر، تناول نتنياهو ملف هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي لم تُشكَّل بشأنه لجنة تحقيق رسمية حتى الآن، وقال: "علينا أن نقوم بذلك، لكن بعد انتهاء الحرب".
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 هاجمت حماس 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين، رداً على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى"، وأطلقت على الهجوم اسم "طوفان الأقصى".
وأضاف نتنياهو: "نحن على أعتاب دخول مكثف إلى غزة، وفقاً لتوصية هيئة الأركان العامة. بعد ذلك سنبحث الأمر".
ولفت إلى أن اللجنة يجب أن تحقق مع المستوى السياسي ابتداء من رئيس الحكومة وما أدناه، مضيفاً: "أنا أطالب بذلك".
لكنه استدرك: "لكي يحدث ذلك يجب أن تكون اللجنة مقبولة على جميع فئات الجمهور، لجنة تحقيق رسمية خاصة تعكس وجهات النظر المختلفة"، دون مزيد من التوضيح.
وفي 18 مارس/آذار الماضي تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/كانون الثاني الفائت، واستأنفت حرب الإبادة على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس جميع بنود الاتفاق.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة خلّفت أكثر من 171 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.