وشدّد أردوغان في كلمة له خلال المؤتمر على أن مشروع "طريق التنمية"، الذي يمتد من البصرة إلى المواني التركية مروراً بشبكة طرق وسكك حديدية بطول 1200 كيلومتر داخل العراق، يُعَدّ "مشروعاً استراتيجياً" سيساهم في تحقيق الاستقرار والازدهار في العراق والمنطقة بأسرها.
ودعا أردوغان الدول المعنية إلى الانخراط في المشروع، وأضاف: "استقرار العراق من استقرار تركيا، ولن نعتبره يوماً منفصلاً عن أمننا القومي".
من جانبه قال رئيس الوزراء العراقي إن "طريق التنمية" ليس مجرد مشروع نقل، بل يمثل منصة للتكامل الاقتصادي الإقليمي”.
وأضاف: "نعتبره أحد أهم المشاريع في الشرق الأوسط، ونسعى لإتمامه في أقرب وقت ممكن".
وأكد السوداني أن العراق يسعى لبناء علاقة تنموية شاملة مع تركيا تقوم على "الاحترام المتبادَل وعدم التدخل"، مشيراً إلى أن البلدين يواجهان تحديات أمنية مشتركة، لا سيما في ملف مكافحة الإرهاب.
وشدّد على ضرورة التعاون في هذا السياق لمحاربة تنظيمات مثل PKK وداعش وكولن الارهابية.
وتطرّق الجانبان إلى ملف المياه، فاعتبر السوداني أن هذه القضية تمثّل أحد المحاور الحساسة المرتبطة بالأمن الغذائي والبيئي، مشدّداً على أن إدارته تسعى لحلّها بروح من التفاهم والتنسيق المشترك، بما يراعي الظروف المناخية وعلاقات حسن الجوار.
وعلى المستوى الاقتصادي، نوّه السوداني بأن تركيا تُعَدّ شريكاً تجارياً رئيسياً للعراق، ولها دور مهمّ في الاستثمار وإعادة الإعمار.
وأشاد السوداني بتطور العلاقات التجارية والتعليمية والثقافية، وأكد أن العلاقات بين البلدين "ودية ومتوازنة وقائمة على المصالح المشتركة".
من جهته دعا أردوغان إلى تسريع استئناف ضخّ النفط عبر خط أنابيب كركوك-جيهان، معرباً عن رغبة بلاده في توسيع الشراكة الاقتصادية مع العراق.
كما عبّر عن قلق تركيا حيال التصعيد الأخير بين الهند وباكستان، محذراً من انزلاق الوضع إلى مواجهة عسكرية، وأكد أن أنقرة تبذل جهوداً دبلوماسية لمنع تفاقم الصراع.
في سياق متصل، شدّد السوداني على أن العراق يسعى لأن يكون عنصراً فاعلاً في معادلة الاستقرار الإقليمي، مؤكداً في الوقت ذاته رفض بلاده القاطع للسياسات الإسرائيلية الحالية.
وقال إن "حكومة نتنياهو تحاول جرّ المنطقة نحو مزيد من الحروب والدمار"، في إشارة إلى التصعيد المستمر في غزة.
وأضاف: "نشهد مذبحة مروعة تُرتكب يومياً بحق النساء والأطفال الفلسطينيين، والعراق لن يكون ساحة لتصفية الحسابات، بل يسعى إلى حوار إقليمي يخدم المصالح المشتركة".
واختتم السوداني بتأكيد التزام العراق سياسة خارجية متوازنة، تضع الحوار والتعاون الإقليمي في مقدمة أولوياتها، بما يضمن سيادة البلاد ويجنّبها الانجرار إلى نزاعات جديدة.