وفي مقابلة صحفية، الثلاثاء، اتهم هالبر الحكومة الإسرائيلية بعدم الاكتراث بمصير المحتجزين في غزة، مؤكداً أنه "لو كانت حياتهم أولوية فعلية، لانتقلت الحكومة فوراً إلى المرحلة الثانية من اتفاق الوساطة مع قطر ومصر"، الذي كان من شأنه ضمان إطلاق سراح جميع المحتجزين.
وأوضح هالبر أن قرار استئناف العمليات العسكرية في غزة مرتبط مباشرةً برغبة نتنياهو في البقاء في السلطة، قائلاً: "يعتمد نتنياهو على دعم كل من بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وهو مستعد لتدمير غزة بالكامل لإرضائهما".
وأشار إلى أن التصعيد الأخير استُخدم ذريعةً لتحرير المحتجزين، لكن الهدف الحقيقي هو كسب مزيد من الوقت السياسي، مضيفاً: "الاعتقاد بأن الضغط العسكري سيؤدي إلى تحرير الأسرى خاطئ، وقد تسبب سابقاً في مقتل بعضهم".
وانتقد هالبر صمت المجتمع الدولي، قائلاً إن "العالم يراقب بصمت ما يحدث، فيما تُرك الفلسطينيون بلا حماية"، لافتاً إلى أنه حتى الدول الأوروبية التي كانت تُعرف بدعمها للقضية الفلسطينية لم تعد تتخذ مواقف قوية.
وأكد أن الصهيونية تهدف إلى تهويد كامل لفلسطين، وأن "تحقيق ذلك يتطلب إبادة جماعية، لأن الفلسطينيين لن يتنازلوا طوعاً عن وطنهم".
وختم هالبر بالتحذير من أن المأساة في غزة قد تتحول إلى واقع طبيعي مطبَّع، في ظل غياب الردع الدولي، رغم وجود دعم شعبي عالمي واسع لم يتبلور حتى الآن إلى سياسات حكومية فاعلة.
وبدعمٍ أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلَّفت أكثر من 163 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.