وجاء في تصريحات شيخَي العقل، يوسف جربوع وحمود الحناوي، لوكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أن "العدوان الإسرائيلي على أرض الوطن مرفوض جملة وتفصيلاً".
وأكدوا أن الطائفة الدرزية، باعتبارها مكوناً أساسياً من النسيج السوري، ترى في هذه الهجمات مساساً بالسيادة التي دافع عنها السوريون بدمائهم.
ورغم التحذيرات الدولية المتكررة، وسّعت إسرائيل نطاق قصفها داخل سوريا مساء الجمعة، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين في حصيلة أولية، فيما زعمت حكومة الاحتلال أن هجماتها تأتي بذريعة "حماية الحدود"، رغم عدم تسجيل أي خروقات من الجانب السوري.
واعتبرت دمشق أن إسرائيل تستغل التوترات الداخلية، لا سيما في ريف دمشق والسويداء، لتبرير اعتداءاتها، حيث نفذت الأربعاء، غارات جوية بذريعة "حماية أبناء الطائفة الدرزية"، رغم توصل الحكومة السورية ومشايخ الطائفة إلى اتفاق ينهي التوتر في تلك المناطق مساء الخميس.
وأكد الشيخ جربوع أن "أي تدخل خارجي، وخصوصاً من إسرائيل، يُعد تهديداً مباشراً لوحدة البلاد وسيادتها، ويزيد تعقيد المشهد السوري".
وأشار إلى ضرورة دعم الجهود الهادفة لإعادة الأمن إلى المناطق التي شهدت اضطرابات، بالتعاون مع جميع المكونات.
من جانبه، شدد الشيخ الحناوي على أن "الاعتداءات الخارجية، وكذلك الداخلية، التي تمس أمن المواطنين وسلامتهم، لا يمكن لأي سوري أن يقبل بها"، محذراً من محاولات إشعال الصراع الداخلي والاقتتال الطائفي.
ودعا الحناوي الدولة إلى التدخل الفوري لفرض الأمن، ووقف الاعتداءات وعمليات التحريض، واتخاذ إجراءات حازمة بحق "المخالفين الذين يوجهون إسارة للمواطنين ويتصرفون دون أوامر رسمية".
والثلاثاء والأربعاء، شهدت منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا اللتين، يتركز بهما سكان من الطائفة الدرزية في محافظة ريف دمشق، توترات أمنية على خلفية انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية، تضمّن "إساءة" للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وتمكنت قوات الأمن من استعادة الهدوء في المنطقتين الأربعاء، بالتنسيق مع وجهائهما، بعد سقوط ضحايا مدنيين وعناصر أمن بهجمات شنتها مجموعات مسلحة "خارجة عن القانون" تسعى "للفوضى وإحداث فتنة"، وجرى التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الخميس، بشأن المدينتين.
ويتركز الدروز في محافظة السويداء جنوب البلاد، إضافة إلى محافظة القنيطرة المجاورة، وجبل حرمون، وبعض مناطق ضواحي دمشق الجنوبية مثل جرمانا وصحنايا، وفي عدد من قرى محافظة إدلب.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة برئاسة الشرع لم تهدد إسرائيل بأي شكل، تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى إلى مقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
ومنذ عام 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.