ومن المقرر أن يُصدر البيت الأبيض والكرملين، اليوم الثلاثاء، بياناً مشتركاً يلخص نتائج المفاوضات، التي كانت موسكو قد وصفتها مسبقاً بأنها "ستكون صعبة"، وفق ما نقلته وكالات الأنباء الروسية.
تأتي هذه المحادثات في سياق جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لإيجاد تسوية سريعة للصراع، وقد تمهد المحادثات الجارية في الرياض لتحقيق اختراق سياسي، لا سيما بعد مشادة كلامية شهدها البيت الأبيض مؤخراً بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وتركزت المفاوضات على إمكانية إحياء اتفاقية البحر الأسود للحبوب الموقَّعة عام 2022، التي سمحت بتصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية عبر المواني، في ظل الحصار البحري المفروض.
وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن "جميع جوانب الاتفاقية مطروحة على الطاولة".
وأضاف: "كان هذا اقتراح الرئيس ترمب، ووافق عليه الرئيس بوتين. وبهذا التفويض، سافر وفدنا إلى الرياض".
في المقابل، يُتوقع أن يعقد الوفد الأوكراني الموجود في الرياض برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف، جولة جديدة من المحادثات مع الجانب الأمريكي، اليوم الثلاثاء، وفق ما أفادت به الإذاعة الأوكرانية العامة "سوسبلينا".
وصرح الرئيس فولوديمير زيلينسكي أمس الاثنين إن مسؤولين من أوكرانيا في الرياض سيلتقون الفريق الأمريكي عقب المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة.
وقال عمروف إن الجولة الأولى من المباحثات كانت "مثمرة ومركزة"، مشيراً إلى أن الوفد الأوكراني طرح قضايا رئيسية من بينها الطاقة، وأضاف: "هدفنا هو التوصل إلى سلام عادل ومستدام".
وترأس الوفد الأمريكي في المحادثات كل من أندرو بيك، مسؤول بارز في مجلس الأمن القومي، ومايكل أنتون، مسؤول رفيع بوزارة الخارجية.
وكان من المقرر في الأصل أن يُجري الأمريكيون محادثات منفصلة متزامنة مع الوفدين الأوكراني والروسي، قبل أن يجري التحول إلى إجراء جولات محادثات، الواحدة تلو الأخرى مع كل طرف.
تبايُن حول صيغة وقف إطلاق النار
في وقت سابق من هذا الشهر، كانت أوكرانيا قد وافقت على مقترح أمريكي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، خلال محادثات في جدة، وهو المقترح الذي رفضته موسكو لاحقاً.
وبينما تصرّ كييف على هدنة تشمل وقف الضربات الجوية والهجمات على البنى التحتية، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقليصها لتشمل فقط المنشآت الحيوية للطاقة.
وأبدى موفد ترمب، ستيف ويتكوف، تفاؤله بنتائج المحادثات، وقال لشبكة فوكس نيوز إن المفاوضات قد تُفضي إلى "تقدم حقيقي"، لا سيما في ما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود، مضيفاً: "من المرجح أن تمهد هذه الخطوة لوقف شامل لإطلاق النار".
ورغم ذلك، خفّض الكرملين سقف التوقعات بشأن نتائج المفاوضات، حيث قال بيسكوف: "نحن في بداية طريق معقَّد وطويل، وهناك عديد من الأسئلة العالقة حول آلية التنفيذ".
في خضمِّ المحادثات، شهدت أوكرانيا تصعيداً عسكرياً جديداً، إذ أعلن الرئيس زيلينسكي إصابة نحو 90 شخصاً، بينهم 17 طفلاً، في هجوم صاروخي روسي استهدف مدينة سومي شمال شرقي البلاد.
تأتي هذه الجولة من المحادثات في السعودية على خلفية مؤشرات تقارُب حَذِر في العلاقات الأمريكية-الروسية، منذ وصول ترمب إلى البيت الأبيض، في ظل تصعيد ميداني مستمر في أوكرانيا.