وأكد بيان صادر عن جيش الاحتلال، اليوم الأحد، مقتل النقيب وعم رافيد (23 عاماً) والرقيب يالي سرور (20 عاماً)، وكلاهما من وحدة ياهالوم التابعة لسلاح الهندسة القتالية.
ووفقاً لصحيفة يديعوت أحرونوت، فقد وقعت الإصابات نتيجة لانفجار في فتحة نفق مفخخة في أثناء عملية تفتيش نفذتها قوة إسرائيلية داخل مبنى في حي الجنينة برفح. وأسفر الحادث عن مقتل الضابط والجندي وإصابة اثنين آخرين من عناصر الوحدة. كما أفادت الصحيفة بإصابة جندي احتياط من الكتيبة 7007 في لواء القدس بجروح خطيرة خلال اشتباكات شمال القطاع.
وارتفعت حصيلة القتلى في صفوف جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 853 ضابطاً وجندياً، من بينهم ستة قُتلوا منذ استئناف العمليات العسكرية المكثفة في 18 مارس/آذار الماضي، بحسب بيانات رسمية.
وتشير التقديرات إلى إصابة 5758 جندياً وضابطاً خلال هذه الفترة، بينهم 2588 خلال المواجهات البرية داخل قطاع غزة.
من جانبها، قالت صحيفة هآرتس إنّ عدد الجنود الإسرائيليين القتلى في غزة وصل إلى 6 منذ أن قررت إسرائيل خرق وقف إطلاق النار. ونقلت الصحيفة عن مصادر أن عدداً كبيراً من الضباط والجنود أخطروا قادتهم بنيتهم عدم التزام القتال في إطار توسيع عملية غزة.
شهداء وجرحى بغارات متواصلة
استُشهد 22 فلسطينياً، بينهم طفل وثماني نساء، منذ صباح اليوم الأحد جراء قصف إسرائيلي طال مناطق متعددة في القطاع. واستهدفت الغارات منزلاً في مخيم النصيرات وخيمة للنازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، إلى جانب مواقع أخرى في خان يونس وبيت حانون.
كما استُشهد 14 فلسطينياً وأصيب آخرون، منذ فجر الأحد، في غارات إسرائيلية استهدفت منازل وخيام نازحين في مناطق متفرقة من قطاع غزة المحاصر، فيما كثف الجيش عمليات نسف المنازل جنوب وشمال القطاع، استمراراً للإبادة المتواصلة منذ 19 شهراً.
وقال مصدر طبي إنّ "4 فلسطينيين من عائلة قنن استُشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس" جنوب القطاع.
ووفق المصدر ذاته، "استُشهدت فلسطينية وأصيب آخرون جراء قصف طائرة إسرائيلية منزلاً لعائلة أبو شمالة في حي الأمل بمدينة خان يونس".
كما "استُشهد شاب من عائلة النجار وأصيب آخرون جراء قصف طائرة مسيّرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في منطقة واد صابر جنوبي بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس"، وفق المصدر. وأشار المصدر الطبي إلى "استشهاد 3 فلسطينيين متأثرين بجراح أصيبوا بها في غارات إسرائيلية سابقة على خان يونس، وبيت حانون (شمال)".
وأضاف: "أصيب 6 فلسطينيين جراء قصف استهدف خيمة لعائلة أبو عاصي في القرارة شمال شرق خان يونس". وأفاد مصدر طبي بسقوط "4 شهداء بينهم ثلاث نساء في قصف خيمة تؤوي نازحين بمنطقة المواصي غربي خان يونس".
وفي رفح جنوباً، نفذ الجيش الإسرائيلي كذلك عمليات نسف لمبانٍ سكنية، وسط إطلاق نار من الطيران المروحي شمال المدينة، وفق شهود عيان. ووسط قطاع غزة، أفاد مصدر طبي بسقوط "شهيدة ومصابين بغارة جوية إسرائيلية على منزل لعائلة أبو هويشل في مخيم النصيرات".
أما شمال القطاع، فقد "أصيب فلسطينيان في قصف إسرائيلي استهدف مخازن في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة"، وفق مصدر طبي. جاء ذلك، فيما "كثفت المدفعية الإسرائيلية قصفها على المناطق الشرقية من حييّ الشجاعية والتفاح"، وفق شهود عيان.
وبحسب الشهود، "أطلقت طائرات مسيّرة من نوع كواد كابتر النار تجاه منازل المواطنين في حي التفاح شرق مدينة غزة، بالتزامن مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية نسف للمنازل في المنطقة".
كارثة إنسانية تتسع في غزة
وبالتزامن مع التصعيد العسكري، دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى تحرك دولي عاجل لمنع وقوع "كارثة إنسانية غير مسبوقة" في قطاع غزة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الشامل.
وقالت الوكالة عبر منصة إكس إن الوضع الإنساني في غزة "يفوق التصوّر"، مؤكدة أن الحصار دخل أسبوعه التاسع، وسط غياب أي مؤشرات على تخفيفه.
من جانبه، حذّر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، من أن الحصار "يقتل بصمت" مزيداً من الأطفال والنساء يومياً، إضافة إلى الضحايا الذين يسقطون نتيجة القصف. وأكدت مصادر رسمية في غزة دخول القطاع "مرحلة متقدمة من المجاعة"، بسبب الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول المساعدات منذ مطلع مارس/آذار.
في السياق، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأحد، إنّ كميات الوقود الموجودة في مستشفيات القطاع "تكفي لمدة 3 أيام فقط"، وحذرت من أن إعاقة إسرائيل لوصول إمدادات الوقود إلى المستشفيات "يهدد بتوقفها عن العمل".
وأوضحت الوزارة في بيان أن "الاحتلال الإسرائيلي يمنع المؤسسات الدولية والأممية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود المخصص للمستشفيات، بحجة أنها تقع في مناطق حمراء". وأضافت: "ما يتوفر من كميات الوقود في المستشفيات يكفي لمدة 3 أيام فقط".
وذكرت أن مستشفيات القطاع تعتمد على المولدات الكهربائية لتزويد الأقسام الحيوية بالطاقة"، مشددة على أن "إعاقة وصول إمدادات الوقود إلى المستشفيات يهدد بتوقفها عن العمل".
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة 52,495 شخصاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 118,000 مصاب، وسط تعذّر الوصول إلى عديد من الجثث العالقة تحت الركام أو في الطرقات نتيجة تعطل فرق الإنقاذ.