وأفادت مصادر طبية باستشهاد 26 فلسطينياً وإصابة آخرين في هجمات إسرائيلية متواصلة ضمن تصعيد تل أبيب إبادتها الجماعية منذ 18 مارس/آذار الجاري.
ففي محافظة خان يونس جنوب القطاع، قتلت إسرائيل 11 فلسطينياً وأصابت آخرين في 4 غارات على 3 خيام تؤوي نازحين ومنزل، حسب مصادر طبية وشهود عيان.
واستهدفت الغارة الأولى خيمة في مدينة حمد (غرب)، وأسفرت عن استشهاد 5 فلسطينيين، فيما أسفرت الغارة الثانية التي استهدفت خيمة أخرى عن استشهاد فلسطينيين اثنين.
كما شنت مقاتلات إسرائيلية غارة ثالثة على خيمة في مدينة حمد أيضاً، ما أسفر عن استشهاد 3 فلسطينيين، فيما استُشهد فلسطيني بقصف إسرائيلي استهدف تجمعاً لمدنيين في شارع النص (غرب).
وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال استهدف منزلاً في حي أبو طعيمة في بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، ما أسفر عن وقوع إصابات.
كما ذكرت مصادر محلية أن فلسطينياً استُشهد بنيران مسيّرة إسرائيلية قصفت منطقة المواصي غربي خان يونس. فيما استُشهد فلسطيني آخر برصاص جيش الاحتلال في منطقة الشاكوش شمال غربي مدينة رفح المجاورة.
وفي وسط القطاع، قتلت إسرائيل 8 فلسطينيين، وأصابت آخرين في قصف على منزل في مخيم البريج.
أما في محافظة غزة، فاستُشهد 4 فلسطينيين، وأُصيب آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في حي الصبرة (جنوب)، حسب مصدر طبي.
وأفاد شهود عيان بأن قصفاً إسرائيلياً استهدف عمارة سكنية في حي الزيتون قرب مسجد الفاروق، ما أسفر عن وقوع إصابات.
وفي محافظة الشمال، قتل جيش الاحتلال 3 فلسطينيين وأصاب آخرين في قصف استهدف منزلاً في بلدة بيت لاهيا.
في غضون ذلك، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان: "لليوم الثالث على التوالي، لا يزال مصير تسعة من طواقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني مجهولاً عقب حصارهم واستهدافهم من قوات الاحتلال في رفح".
وأكدت أن إسرائيل تواصل رفض "كل محاولات التنسيق عبر المنظمات الدولية لوصول فريق الإنقاذ إلى المكان"، معربةً عن قلقها البالغ على سلامة طواقمها، محمِّلةً إسرائيل المسؤولية الكاملة عن مصيرهم.
والأحد، أعلنت الجمعية في بيان، فقدان اتصالها بطواقمها غرب رفح بعد محاصرة الجيش 4 مركبات إسعاف تابعة للهلال الأحمر وطواقمه عقب توجههم إلى المكان لإنقاذ جرحى. وأفادت بأن عدداً من مسعفيها أُصيبوا جراء اعتداء إسرائيلي، فيما لا تزال تجهل مصيرهم.
كما فقد جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في اليوم نفسه، الاتصال بطاقمه الذي خرج لإنقاذ طاقم الهلال الأحمر غرب رفح، وفق بيان صدر عنه آنذاك.
ويتواصل القصف الإسرائيلي المكثف في ظل تشديد تل أبيب حصارها على القطاع، ما تسبب في دخول الفلسطينيين في مجاعة جديدة، إذ أُغلقت المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية منذ 2 مارس/آذار الجاري.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية في 18 مارس/آذار الجاري حتى الاثنين، قتلت إسرائيل 730 فلسطينياً وأصابت 1367 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة في غزة.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 124 ألف شخص نزحوا مرة أخرى بعد أن استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة وأصدرت "أوامر الإخلاء".
وبدعمٍ أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلَّفت أكثر من 163 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/آذار الجاري.
ورغم التزام حركة حماس ببنود الاتفاق، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، رفض بدء المرحلة الثانية استجابةً لضغوط المتطرفين في حكومته.