جاء ذلك في تصريحات أدلى بها عراقجي للتلفزيون الرسمي الإيراني، السبت، عقب الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، التي استضافتها سلطنة عمان.
وأشار عراقجي إلى أن المفاوضات شهدت "تقدماً سريعاً"، وأن النقاشات أصبحت تتناول قضايا "أكثر جدية"، مضيفًا: "لا تزال خلافات قائمة في القضايا العامة والتفاصيل. بعضها جاد وبعضها أقل حدة".
وأكد الوزير الإيراني أن بلاده تتعامل مع المحادثات بحذر شديد، إلا أنه أعرب عن تفاؤله بإمكانية تحقيق مزيد من التقدم، قائلاً: "أظهر الطرفان إرادتهما في إحراز تقدم، لكن الإرادة وحدها قد لا تكون كافية دائماً لتحقيق النتائج المرجوة".
وشدد عراقجي على أن طهران لن تناقش في هذه المفاوضات أي قضية خارج إطار الملف النووي، مشيراً إلى أن الجانب الأمريكي لم يطرح حتى الآن أي مواضيع خارج هذا الإطار.
وكانت العاصمة الإيطالية روما استضافت الجولة الثانية من المفاوضات بمشاركة عراقجي والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، فيما عقدت الجولة الأولى في سلطنة عمان يوم 12 أبريل/نيسان الجاري، وسط ترحيب عربي ووصف أمريكي بأنها كانت "إيجابية للغاية وبنّاءة".
وتعد مفاوضات الجولة الثالثة التي عقدت السبت، ثالث لقاء رفيع المستوى بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب إدارة ترمب خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021) من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على طهران مقابل فرض قيود صارمة على برنامجها النووي.
يشار إلى أن إيران التزمت بالاتفاق لمدة عام كامل بعد انسحاب ترمب، قبل أن تبدأ لاحقاً تقليص التزاماتها تدريجياً رداً على العقوبات التي أعاد فرضها.
وكان ترمب قد وصف الاتفاق النووي بأنه "سيئ"، بحجة أنه لا يتناول برنامج إيران للصواريخ الباليستية وقضايا أخرى، فضلاً عن أنه اتفاق محدود المدة، ما دفعه إلى تبني سياسة "الضغط الأقصى" لإرغام طهران على الدخول في مفاوضات جديدة حول اتفاق أكثر شمولاً.