يواصل الجيش الإسرائيلي شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي العنيف على مناطق متفرقة من شمال قطاع غزة، قبل ساعات من دخول اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ.

وقالت مديرية الدفاع المدني في غزة إنه جرى انتشال أكثر من 30 شهيداً وعشرات الجرحى بعد قصف قوات الجيش الإسرائيلي 10 منازل فجر الأربعاء بحي الشجاعية شرقي قطاع غزة.

وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، "استُشهد أكثر من 81 مواطناً غالبيتهم من الأطفال والنساء، وأصيب آخرون بجروح، ودُمرت عشرات المنازل والبنايات والشقق السكنية، والممتلكات العامة والخاصة، في قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة".

وأضافت أن طائرات الجيش الإسرائيلي قصفت منازل مأهولة وسط قطاع غزة، بعد منتصف ليلة الثلاثاء/الأربعاء "ما أدى إلى ارتقاء 41 شهيداً، وإصابة عشرات بجروح، ولا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض".

و"استُشهد 10 مواطنين على الأقل، وأصيب عدد آخَر، في استهداف طائرات الاحتلال الحربية منزلين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة"، تضيف الوكالة.

في السياق نفسه استُشهد صحفيان اثنان، هما محمد نبيل الزق وعاصم البرش، بعد منتصف ليلة الثلاثاء-الأربعاء بقصف إسرائيلي على حي الشجاعية شرق محافظة غزة، وعلى منطقة الصفطاوي شمال قطاع غزة.

وأوردت "وفا" أن قصفاً إسرائيلياً استهدف منزلاً وسط حي سكني في مخيم البريج وسط قطاع غزة، "في حين استُشهد 3 مواطنين بينهم سيّدتان بقصف الطائرات الحربية منزل عائلة أبو شمالة في الحي السعودي غربي رفح جنوب قطاع غزة".

واعتلت قوات الجيش الإسرائيلي أبراج الإسكان في محيط أبراج الشيخ زايد مقابل المستشفى الإندونيسي، وأطلقت النار تجاه الأهالي في مشروع بيت لاهيا ومحيطها شمال غزة.

إلى ذلك، انتُشل خمسة شهداء بعد قصف الطيران الحربي منزل أبو إسكندر في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وستة شهداء خمسة منهم أطفال من عائلتَي النوري وبدوان، نتيجة استهداف الاحتلال "شقة سكنية" خلف مسجد القسام وسط مخيم النصيرات.

استهداف النازحين

ونقلت مصادر طبية "استشهاد 15 مواطناً على الأقلّ وإصابة 25 آخرين غالبيتهم من الأطفال والنساء، في استهداف شقة سكنية في مدينة حمد غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.

يأتي ذلك في ظلّ مواصلة الجيش الإسرائيلي شنّ غارات يومية على جنوبي القطاع رغم إعلانه "منطقة آمنة" بغية دفع السكان في شمال القطاع إلى النزوح إليه.

وسبق أن تحدث المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مراراً عن بلاغات تُفيد بوجود جثث لمئات النازحين الفلسطينيين على طرقات كانت أعلنتها إسرائيل "آمنة" باتجاه جنوب القطاع.

وفي مخيم جباليا شمال قطاع غزة، أعلنت مصادر طبية "استشهاد 5 مواطنين بينهم 3 من طواقم الإنقاذ في غارة إسرائيلية".

وفي وقت لاحق، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بـ"استشهاد 24 مواطناً على الأقلّ وإصابة 20 آخرين في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً لعائلة أبو شماس، ومنزل آخر في دير البلح وسط القطاع".

وأشارت إلى أن "الشهداء والجرحى نُقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة، وهم من عائلات: عليان، وعبد ربه، وأبو غزة، وأبو شماس، والرياطي".

وقُتل مواطنان وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً بمخيم النصيرات وسط القطاع.

هدنة إنسانية

كانت حركة حماس أعلنت الأربعاء توصلها إلى اتفاق هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام مع إسرائيل في غزة، ضمن اتفاق ستطلق بموجبه الحركة سراح 50 من الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن 150 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وقالت حماس في بيان لها إنه سيجري "بموجب اتفاق الهدنة وقف إطلاق النار في مناطق قطاع غزة كافة، وإدخال مئات الشاحنات من المساعدات الإنسانية بما فيها الوقود إلى كل مناطق القطاع بلا استثناء".

وأضافت: "سيطلَق سراح 50 من محتجَزي الاحتلال من النساء والأطفال مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء شعبنا من سجونه".

وأوردت الحركة أن الاتفاق جاء "بعد مفاوضات صعبة ومعقَّدة لأيام طويلة" و"بجهود قطرية ومصرية".

وقالت الخارجية القطرية في بيان إن الاتفاق يأتي بعد نجاح جهود الوساطة المشتركة مع مصر والولايات المتحدة، مضيفةً أنه سيعلن عن توقيت بدء الهدنة خلال 24 ساعة وتستمر 4 أيام قابلة للتمديد.

من جهتها، وافقت إسرائيل على اتفاق الهدنة الإنسانية لمدة أربعة أيام قابلة للتجديد، مع حماس.

وقالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية في بيان إنّ "الحكومة وافقت على الخطوط العريضة للمرحلة الأولى من اتّفاق يُطلَق بموجبه سراح ما لا يقلّ عن 50 مختطفاً من النساء والأطفال على مدار أربعة أيام يسري خلالها وقف للقتال".

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسَرَت حماس من مستوطنات محيط غزة نحو 239 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني في سجون إسرائيل.

ولليوم 47 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 14 ألفاً و128 شهيداً فلسطينياً، بينهم أكثر من 5 آلاف و840 طفلاً و3 آلاف و920 امرأة، فضلاً عن أكثر من 33 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفقاً لآخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.