جاءت تصريحات دي بير في منشور نشره أمس الخميس، عبر منصة "لينكد إن"، أكد فيه أن "BBC" سعت إلى فرض عقد يتضمن ما وصفه بـ"بند السرية المزدوجة"، يهدف إلى تقييد قدرة الفريق على الحديث عن الفيلم أو كواليس إنتاجه. وقال: "اعترضت مراراً على هذا البند الذي حاول مسؤولو الإذاعة إلزامي به، ورفضت التوقيع عليه".
ووجّه دي بير انتقادات مباشرة إلى المدير العام لـ"BBC" تيم ديفي، قائلاً إن قرار عدم بث الفيلم اتخذه هو شخصياً وليس المحررين أو الصحفيين العاملين في القسم المعنيّ.
ويتناول الفيلم الوثائقي، الذي يحمل عنوان "غزة: أطباء تحت الهجوم"، ومن إنتاج شركة "بيسمنت فيلمز" لصالح "BBC" مَشاهد وشهادات توثِّق انتهاكات تتراوح بين الاعتداءات والاعتقالات والتعذيب بحق الطواقم الطبية، والاستهداف الممنهج لهم من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
كانت الإذاعة البريطانية قد أعلنت، في 20 يونيو/حزيران الماضي، قرارها عدم عرض الفيلم، مبررةً ذلك بـ"مخاوف تتعلق بمبدأ الحياد"، وبعد إلغاء البث، بثت القناة الرابعة البريطانية الوثائقي، يوم الأربعاء.
يأتي هذا التطور بعد أشهر من حادثة مشابهة، حين اعتذرت الإذاعة البريطانية في فبراير/شباط الماضي عن عرض فيلم وثائقي آخر بعنوان "غزة: كيف تنجو في محور الحرب"، الذي تناول الآثار النفسية والإنسانية للحرب على الأطفال في القطاع المحاصر.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلةً النداءات الدولية كافةً وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وعمد الجيش الإسرائيلي إلى قصف المستشفيات في غزة، وحوَّلها إلى ساحة حرب من خلال الاقتحامات واعتقال كوادر طبية، وأخرج معظمها عن الخدمة، فضلاً عن حصار خانق أنهك القطاع الطبي.
وخلَّفت الإبادة، بدعمٍ أمريكي، أكثر من 192 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافةً إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.