شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات مكثفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة أسفرت عن وقوع عشرات الشهداء والجرحى، تزامناً مع مرور 148 يوماً على اندلاع الحرب الإسرائيلي على القطاع المحاصر.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع، في بيان السبت، أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 10 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 92 شهيداً و156 مصاباً خلال الساعات الـ24 الماضية".
وأوضح البيان أن "حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 30 ألفاً و320 شهيداً و71 ألفاً و533 مصاباً" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما أشار إلى أنه "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
استهداف منازل المدنيين
قالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلاً عن مصادر محلية، إن طائرات الاحتلال الحربية استهدفت منزلين شرقي دير البلح (وسط)، ما أسفر عن استشهاد 15 شخصاً وإصابة عشرات جرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى. فيما تواصل طواقم الدفاع المدني البحث في ركام المنزلين المستهدفين.
وقصف جيش الاحتلال مسجد الإمام البخاري في منطقة البركة بدير البلح، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من النازحين ممن كانوا يعيشون في خيام الإيواء في محيط المسجد.
كما أفادت (وفا) بأن قوات الاحتلال قصفت أيضاً مساء أمس الجمعة، منزلاً في مخيم جباليا (شمال) يؤوي 70 شخصاً.
وذكرت الوكالة الفلسطينية، أنه جرى نقل شهيدين إلى المستشفى، فيما تبحث طواقم الدفاع المدني في ركام المنزل، وسط حديث عن مجزرة.
كما شهدت بيت لاهيا ومنطقة الشيخ زايد والمنطقة الشرقية من مخيم جباليا سلسلة غارات بالطيران الحربي.
وشن طيران الاحتلال سلسلة غارات جوية على منازل مأهولة بالمدنيين في أحياء الزيتون، وتل الهوى، والصبرة، والدرج، بمدينة غزة، ما أسفر عن ارتقاء 10 شهداء على الأقل، وإصابة عشرات.
وأطلقت مدفعية الاحتلال أكثر من 6 قذائف صوب المنازل في تل الهوى، ما أدى الى إصابة 5 مواطنين بجروح مختلفة.
وفي بيت حانون (شمال)، استشهد 3 فلسطينيين، وأصيب 7 آخرون، في قصف مدفعي استهدف مجموعة من المدنيين، في أثناء محاولتهم جمع بعض الأعشاب، لسد جوعهم، بسبب تواصل القصف، ومنع الاحتلال دخول المساعدات.
وفي خان يونس، جنوبي القطاع، استشهد فلسطينيان، وأصيب 15 آخرون، بينهم أطفال، جراء قصف الاحتلال المدفعي على المناطق الوسطى والشرقية.
واستشهد شاب، وأصيب 4 آخرون، في قصف استهدف حي الياباني غربي المدينة.
كما استشهد 6 فلسطينيين آخرين، إثر قصف استهدف سيارة ومدرسة تؤوي نازحين بمدينة حمد في خان يونس.
أما في رفح، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية سيارة في حي الشابورة، ما أدى إلى استشهاد فلسطينيَّين، وإصابة آخر، جرى نقلهم إلى المستشفى الكويتي.
واستشهد طفل أيضاً، وأصيب آخرون، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في مخيم يبنا، وسط المدينة الحدودية مع مصر.
وانتشلت طواقم الإسعاف جثمان شهيد من شارع الرشيد في مدينة غزة، ما يرفع عدد شهداء المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين في أثناء انتظارهم قافلة المساعدات، الخميس الماضي، إلى 116 شهيداً.
دمار يفوق الكلمات
على صعيد متصل، لفت مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في منشور عبر منصة إكس السبت، إلى أن المنظمة وشركاؤها تمكنوا من الوصول إلى مستشفى الشفاء شمال غزة لإيصال 19 ألف لتر من الوقود بعد أكثر من شهر.
وذكر غيبريسوس أنهم قدموا العلاج لـ50 طفلاً يعانون من سوء التغذية الحاد، والإمدادات الطبية المنقذة للحياة إلى 150 مريضاً.
وأضاف: "يتلقى أكثر من 240 مريضاً الخدمة من عدد كبير من العاملين الصحيين المتطوعين. والخدمات محدودة للغاية بسبب نقص الإمدادات الطبية والوقود والمياه والغذاء".
وأردف: "مستوى الدمار المحيط بالمستشفى يفوق الكلمات"، مجدداً دعوته إلى وقف إطلاق النار بغزة.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة لا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظلّ شُحّ شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليونَي فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.