قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن النشيد الوطني التركي يعبّر عن الإجماع الوطني منذ أكثر من قرن من الزمان وينقش في قلوبنا قضية دولة وحضارة الأمة التركية التي تمتدّ لآلاف السنين.
جاء ذلك في بيان نشرته دائرة الاتصال التابعة للرئاسة التركية، بمناسبة الذكرى 101 لاعتماد النشيد الوطني وتأبين الشاعر التركي الكبير محمد عاكف آرصوي.
وقال أردوغان: "لقد كان نشيدنا الوطني تعبيراً عن إجماعنا الوطني منذ أكثر من قرن من الزمان لنَيل حرّيتنا كأمة، وإنقاذ وطننا من الاحتلال، وبناء مستقبل جديد لأنفسنا".
وأضاف: "إن خلفيتنا الحضارية وقيمنا وإيماننا ومسيرة أمتنا عبر التاريخ تتجسد في أبيات نشيدنا الوطني".
واستطرد: "إرادة وتصميم الجمعية الوطنية التركية الكبرى التي نفّذَت حرب الاستقلال، وتضحيات جنودنا وإصرارهم وحبهم للوطن في الجبهة، تنعكس في النشيد الوطني".
وتابع أردوغان: "اليوم لدينا شباب يستوعبون كل كلمة وكل رسالة في نشيدنا الوطني بكل ذرة من جسدهم وأرواحهم. لدينا أطفال يحمون حساسية العلم والأذان على حساب حياتهم عند الضرورة".
وأكد: "إن اليوم الذي ننسى فيه نشيدنا الوطني، الذي ينقش في قلوبنا عبْر عشر فقرات، قضية الدولة والحضارة التي تمتد لآلاف السنين للأمة التركية، يعني أن أغلال الأسر قد وضعت على أقدامنا ووضعت سلسلة الذل في رقابنا".
واستذكر أردوغان بالرحمة والمغفرة الشاعر محمد عاكف آرصوي الذي كتب أبيات النشيد الوطني التركي، مؤكداً أن أعماله ستبقى في وجدان الأمة التركية.
وقال: "في ذكرى اعتماد نشيدنا الوطني، نستذكر جميع أبطال نضالنا من أجل الاستقلال، بخاصة محمد عاكف آرصوي، بالرحمة والعرفان. أحيِّي جميع المواطنين بمشاعري الصادقة".
وفي نهاية ديسمبر/كانون الأول 2020، أقرّ البرلمان التركي مقترَحاً يتضمن إعلان عام 2021 "عام نشيد الاستقلال"، النشيد الوطني الذي ألفه الشاعر آرصوي.
وفي 12 مارس/آذار من كل عام تحتفل تركيا بذكرى إعلان "نشيد الاستقلال"، لشاعرها محمد عاكف أرصوي، نشيداً وطنياً رسمياً للبلاد.
وكانت فكرة كتابة النشيد الوطني ظهرت بعد مرور نحو عام على تأسيس البرلمان في 23 أبريل/نيسان 1920، وإعلان الشعب التركي السيادة.
وكان هدف كتابة النشيد إذكاء حماسة الشعب بعد الحرب العالمية الأولى، وتأكيد السيادة الوطنية في وقت كانت فيه منطقة الأناضول لا تزال ترزح تحت الاحتلال.
وبعدما حظيت الفكرة بالدعم، نظّمَت وزارة التعليم مسابقة لاختيار النشيد الوطني، وقدمت جائزة قدرها 500 ليرة تركية للفائز، وكان مبلغاً كبيراً آنذاك.
وطلبت الوزارة من المشاركين كتابة نشيد وطني للتعبير عن روح حرب الاستقلال التي بدأت في 19 مايو/أيار 1919، وتكللت بانتصار كبير في 9 سبتمبر/أيلول 1922، وتُوّجَت بإعلان الجمهورية التركية في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1923.
ورغم تقديم أكثر من 700 قصيدة للمسابقة، لم تجد الوزارة أياً منها كفيلاً بالتعبير عن مشاعر الأمة، فطلب وزير التعليم حمد الله صبحي تانري أوفر، من أرصوي (1873-1936) الذي كان نائباً في البرلمان، كتابة قصيدة لتكون نشيداً وطنياً.