أفاد إعلام عبري بأن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ناقش أمس الأربعاء، سبل مواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي.

وقالت القناة "13" العبرية إن "مناقشة سرية جرت في مجلس الأمن القومي الأربعاء، تمهيداً لاحتمال صدور مذكرات اعتقال دولية خلال الأيام المقبلة بحقّ مسؤولين كبار في إسرائيل".

وأضافت: "بحسب المعلومات والمؤشرات المتوفرة لدى كبار المسؤولين في إسرائيل، يُحتمَل أن توجّه المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا، أوامر اعتقال ضد نتنياهو وغالانت وهاليفي".

وأوضحت القناة العبرية أنه ضمن المناقشة جرى إقرار إجراءات فورية يتعيّن على إسرائيل اتخاذها لمواجهة هذه الخطوة المحتمَلة، بينها شنّ حملة سياسية على المستوى الدولي ضدها، مشيرة إلى أن نتنياهو سيُجري في هذا الشأن محادثات مع مسؤولين من دول أوروبية، بينها هولندا والنمسا.

فيما سيُجري وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر والسفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايك هرتسوغ، اتصالات مع الكونغرس الأمريكي وإدارة الرئيس جود بايدن، وفق القناة.

وصرّح مسؤولون إسرائيليون كبار للقناة، بأنه في حال احتمال صدور مذكرات اعتقال دولية "ستعيد هذه الخطوة إلى الأذهان الإجراءات المتخَذة ضد روسيا ورئيسها (فلاديمير) بوتين" على خلفية الحرب ضد أوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022.

وتوقع المسؤولون أن تركز المحكمة الجنائية الدولية في مذكرات الاعتقال على "صُنَّاع السياسة في إسرائيل لا صغار الجنود".

وبحسب القناة، فمن المتوقع أن يعقد المجلس المصغر للشؤون السياسية والأمنية في إسرائيل (الكابينت) اجتماعاً الخميس، يُتوقَّع أن يتطرق إلى مسألة مذكرات الاعتقال المحتملة.

كانت القناة "12" الإسرائيلية (خاصة) قالت في 19 أبريل/نيسان الجاري، إن المحكمة الجنائية الدولية تدرس إصدار مذكرات اعتقال دولية قريباً بحق نتنياهو ومسؤولين كبار آخرين، على خلفية ارتكاب "جرائم حرب" بحق الفلسطينيين في غزة.

وذكرت أن نتنياهو التقى عاجلاً وزراء الشؤون الاستراتيجية ديرمر والعدل ياريف ليفين والخارجية يسرائيل كاتس، لبحث المسألة ومناشدة الحلفاء الغربيين، ولا سيما الولايات المتحدة، المساعدة.

ويتهم الفلسطينيون ومؤسسات حقوقية محلية ودولية هؤلاء القادة وغيرهم بارتكاب "جرائم حرب"، خلال الحرب المدمرة التي يشنّها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وخلّفَت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 111 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنّين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب رغم قرار مجلس الأمن الدولي وقف إطلاق النار فوراً، ورغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها باتخاذ تدابير فورية لمنع وقع أعمال "إبادة" وتحسين الوضع الإنساني في غزة.