وفي مقابلة له مع وكالة رويترز، أكد خليل (30 عاماً) أنه "ليس نادماً أبداً على الوقوف ضد الإبادة الجماعية".
وأودع خليل على مدى أكثر من ثلاثة أشهر في منشأة احتجاز للمهاجرين في ريف لويزيانا، فيما صعّدت إدارة ترمب معركتها واعتقلت طلاباً أجانب آخرين داعمين للفلسطينيين.
كما ألغت منحاً بمليارات الدولارات للأبحاث كانت مخصصة لجامعتي كولومبيا وهارفارد وغيرهما من المؤسسات التعليمية الخاصة التي شهدت حركة احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين، وكان خليل من أبرز الناشطين فيها.
وقبل أسبوعين غادر خليل مركز احتجاز المهاجرين في ولاية لويزيانا الأمريكية بعد صدور أمر من القاضي بالإفراج بكفالة ريثما تنتهي إجراءات ضد إلغاء الإقامة الدائمة القانونية الحاصل عليها في الولايات المتحدة بهدف ترحيله.
وأوضح خليل أنه ليس نادماً على الدفاع عن الحق، "وهو معارضة الحرب والدعوة إلى إنهاء العنف" حسب قوله، معتبراً أن "الحكومة تحاول إسكاته، لكنها بدلاً من ذلك منحته منبراً أوسع".
ولدى عودته إلى نيويورك بعد إطلاق سراحه، استقبلته في المطار النائبة الأمريكية ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، وهي خصم سياسي لترمب، ولوّح أنصاره بالأعلام الفلسطينية، بينما التقى مع زوجته وابنه الرضيع الذي لم يحضر ولادته بسبب احتجازه.
وبعد يومين، كان نجم مسيرة حاشدة على درج كاتدرائية بالقرب من حرم جامعة كولومبيا في مانهاتن، حيث انتقد مسؤولي الجامعة.
وظهر الأسبوع الماضي أمام حشود إلى جانب زهران ممداني، النائب المؤيد للفلسطينيين في الولاية الذي فاز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في يونيو/حزيران قبل انتخابات بلدية مدينة نيويورك لعام 2025.
وقال خليل: "لم أختر أن أكون في هذا الموقف، بل وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية.. هذا بالطبع كان له تأثير كبير في حياتي، ما زلت بصراحة أحاول التأمل في واقعي الجديد".
ولم يتمكن خليل من حضور حفل تخرجه في مايو/أيار وخرج من الاحتجاز متعطلاً عن العمل. وقال إن مؤسسة خيرية دولية سحبت عرضها له للعمل مستشاراً سياسياً.
قد تكسب الحكومة استئنافها وتحتجزه مجدداً، لذا قال خليل إن أولويته هي قضاء أطول وقت ممكن مع ابنه وزوجته طبيبة الأسنان.
ووُلد خليل في مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا، أما زوجته الطبيبة نور عبد الله فهي مواطنة أمريكية، ونال الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة العام الماضي.
وانتقل إلى نيويورك في عام 2022 كطالب دراسات عليا، وأصبح أحد المفاوضين الرئيسيين من الطلاب بين إدارة جامعة كولومبيا والمحتجين الذين اعتصموا في حديقة الحرم الجامعي وطالبوا بإنهاء استثمارات الجامعة في شركات تصنيع الأسلحة وغيرها من التي تدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وندّد خليل في المقابلة بمعاداة السامية ووصف الطلاب اليهود بأنهم "جزء لا يتجزأ" من حركة الاحتجاج. وقال إن الحكومة تستخدم معاداة السامية ذريعة لإعادة تشكيل التعليم العالي الأمريكي الذي قال ترمب إن أيديولوجيات معادية لأمريكا والماركسية و"اليسار الراديكالي" يسيطرون عليه.
وأبلغت إدارة ترمب جامعة كولومبيا وغيرها أن أموال المنح الاتحادية، ومعظمها للبحوث الطبية الحيوية، لن تستأنف ما لم تحظ الحكومة بإشراف أكبر على من يقبلون ويوظفون وما يدرسونه، داعية إلى "تنوع فكري أكبر".
على عكس هارفارد، لم تطعن جامعة كولومبيا في إلغاء الحكومة المفاجئ للمنح ووافقت على بعض مطالب إدارة ترمب بتشديد القواعد المتعلقة بالاحتجاجات كشرط مسبق للمفاوضات حول استئناف التمويل.
ووصف خليل خطوات جامعة كولومبيا بالمفجعة. وقال: "سلمت كولومبيا المؤسسة بشكل أساسي لإدارة ترمب، وسمحت لها بالتدخل في كل التفاصيل المتعلقة بكيفية إدارة مؤسسات التعليم العالي".
وحثّ خليل كولومبيا والجامعات الأخرى المستهدفة من ترمب على الاهتمام بطلابها.
وقال، "قدم الطلاب خطة واضحة حول كيف يمكن لهذا الحرم الجامعي أن يتبع حقوق الإنسان والقانون الدولي، وأن يشمل جميع الطلاب، إذ يشعر الجميع بالمساواة بغض النظر عن مواقفهم من القضايا.. إنهم يفضلون الاستسلام للضغوط السياسية بدلاً من الاستماع إلى الطلاب".