يأتي الاتصال بعد أيام من توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أمراً تنفيذياً يقضي برفع جزء من العقوبات الاقتصادية عن دمشق، في خطوة وُصفت بأنها "تمهيد لانفتاح تدريجي"، حسب مصادر دبلوماسية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن الوزيرين ناقشا تداعيات العقوبات السابقة، خصوصاً ما يتعلق بقانون "قيصر"، الذي لا يزال يقيِّد انخراط الشركات والمستثمرين في السوق السورية.
وأعرب الوزير السوري عن تطلع بلاده للعمل مع واشنطن على رفع جميع العقوبات الاقتصادية، مشيراً إلى أن استمرارها "يعوق عملية إعادة الإعمار ويؤثر في الوضع الإنساني".
كما استعرض الطرفان مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع المرتقبة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، المقررة في سبتمبر/أيلول المقبل.
من جانبه، أكد روبيو أن الإدارة الأمريكية مستمرة في تنفيذ توجيهات الرئيس ترمب المتعلقة بتخفيف العقوبات، مع الإبقاء على التدابير الموجَّهة ضد "مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان، وتجار المخدرات، والأشخاص المرتبطين باستخدام الأسلحة الكيميائية وتنظيم داعش".
وتناول الاتصال تصاعد تهديد تنظيم داعش في سوريا، خصوصاً في أعقاب الهجوم الدموي على كنيسة مار إلياس بدمشق في 22 يونيو/حزيران الماضي، الذي أسفر عن مقتل 25 شخصاً وإصابة 63 آخرين، وفق البيانات الرسمية.
في سياق متصل، اتفق الجانبان على تشكيل لجنة مشتركة لمعالجة ملف الأسلحة الكيميائية، بمشاركة مختصين من البلدين، ضمن إطار "التنسيق الفني والدبلوماسي".
وحول النفوذ الإيراني في سوريا، أعرب الشيباني عن "قلق بلاده المتزايد إزاء محاولات طهران التدخل في الشأن السوري"، لا سيما في ظل الضربات الإسرائيلية المتكررة التي طالت مواقع إيرانية داخل الأراضي السورية منذ 13 يونيو/حزيران ولمدة 12 يوماً متواصلة.
أما بشأن الانتهاكات الإسرائيلية، فقد شدد الوزير السوري على تطلع دمشق لإعادة تفعيل اتفاقية فضّ الاشتباك الموقَّعة مع إسرائيل عام 1974، بالتعاون مع الولايات المتحدة، لضبط الوضع الأمني على الحدود الجنوبية.
وفجر الجمعة شنّت القوات الإسرائيلية عملية إنزال جوي في منطقة يعفور الواقعة على بعد 10 كيلومترات جنوب مركز العاصمة دمشق، بالتزامن مع توغل بري شمل دخول 6 آليات عسكرية إلى قرية صيصون في ريف درعا الجنوبي، وتسيير دوريات عسكرية، حسب مصادر محلية.
وفي ختام الاتصال، أعرب الوزير الأمريكي ماركو روبيو عن رغبة واشنطن في إعادة فتح سفارتها في دمشق، المغلقة منذ عام 2012، موجهاً دعوة رسمية إلى نظيره السوري أسعد الشيباني لزيارة الولايات المتحدة "في أقرب وقت ممكن".
واستغلت إسرائيل الوضع بعد انهيار نظام الأسد فاحتلت المنطقة السورية العازلة وتوغلت في محافظتي القنيطرة وريف دمشق، وألغت اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهيةً 61 سنة من حكم حزب البعث، بينها 53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.