وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو إن "التعديلات التي طلبتها حماس على الاقتراح القطري سُلّمت الليلة الماضية، وهي غير مقبولة لإسرائيل"، لكنه أشار إلى أن نتنياهو وافق على دعوة لاستئناف الاتصالات غير المباشرة بشأن الصفقة، انطلاقاً من المقترح الأصلي الذي سبق أن وافقت عليه تل أبيب.
ومن المقرر أن يتوجه وفد التفاوض الإسرائيلي إلى قطر الأحد، لبحث المقترح عبر الوسطاء.
ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تتمثل أبرز العقبات في إصرار حماس على إشراف الأمم المتحدة على توزيع المساعدات داخل غزة، وهو ما ترفضه إسرائيل، إضافة إلى مطالبتها بضمانات بعدم استئناف الحرب عقب انتهاء هدنة الستين يوما، فضلاً عن خلافات تتعلق بهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرَج عنهم.
وبحسب تقارير عبرية أحدها لصحيفة "هآرتس"، فإن الصفقة المقترحة تتضمن إطلاق سراح نصف عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء، ونصف عدد الجثامين (10 أحياء و18 جثماناً) على مراحل خلال 60 يوماً، مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، وانسحاب تدريجي لجيش الاحتلال الإسرائيلي من مناطق محددة داخل غزة.
غير أن هذا البند الأخير يثير خلافاً حاداً، إذ ترفض إسرائيل أي انسحاب قبل ضمان نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، وإبعاد قادة حماس عن القطاع.
وتقول تقارير عبرية إن حماس ما زالت تُصر على ثلاثة مطالب رئيسية: العودة إلى نموذج توزيع المساعدات الإنسانية السابق، وضمان تمديد وقف إطلاق النار بعد انتهاء المهلة دون ربطه باتفاق نهائي، وانسحاب واضح وفعلي لجيش الاحتلال من داخل القطاع.
في المقابل، تتصاعد الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهو من عائلات الأسرى الإسرائيليين، الذين يطالبون بصفقة شاملة تضمن استعادة كل الأسرى أحياء وجثامين.
وكانت حركة حماس أعلنت مساء الجمعة أنها سلّمت ردها على المقترح للوسطاء، بعد مشاورات داخلية ومع الفصائل، ووصفت موقفها بأنه "إيجابي"، مع استعدادها للدخول الفوري في مفاوضات حول آلية التنفيذ.
وحتى الآن، لم تُعلن أي جهة رسمية تفاصيل كاملة للمقترح.
وتقدّر إسرائيل عدد أسراها في غزة بنحو 50، بينهم 20 أحياء، فيما تحتجز السلطات الإسرائيلية أكثر من 10,400 أسير فلسطيني يعانون ظروفاً قاسية من تعذيب وتجويع وإهمال طبي أودى بحياة عدد كبير منهم، بحسب تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
في سياق متصل ذكرت "هآرتس" أن نتنياهو سيغادر صباح الأحد إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وسط ترجيحات بأن الأخير قد يعلن التوصل إلى اتفاق خلال اللقاء المرتقب الاثنين.
ويؤكد مراقبون ومعارضون إسرائيليون أن نتنياهو يواصل الحرب على غزة بدعم من الجناح الأكثر تطرفاً في حكومته، لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية، في مقدمتها البقاء في السلطة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أميركي حرباً دموية على قطاع غزة، تتضمن القتل الجماعي والتجويع والتدمير والتهجير، رغم أوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وخلّفَت هذه الحرب أكثر من 193 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وسط مجاعة أزهقت أرواح عشرات الأطفال والمرضى.