وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، إن الحرائق لا تزال تلتهم مساحات واسعة من الغطاء الحراجي في ريف اللاذقية، مشيرة إلى استمرار إرسال تعزيزات بشرية وآليات دعم إلى المنطقة، في محاولة للسيطرة على النيران التي تؤججها سرعة الرياح، والطبيعة الجغرافية المعقدة، فضلاً عن انفجار مخلفات الحرب التي اشتعلت عام 2011.
ونقلت الوكالة عن الدفاع المدني السوري قوله إن الفرق تعمل بكثافة رغم التحديات الكبيرة، لمنع امتداد ألسنة اللهب إلى مناطق جديدة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الثروة الحرجية والسكان المحيطين.
وفي سياق الدعم الخارجي، أكدت "سانا" بدء مشاركة فرق إطفاء تركية صباح السبت في عمليات مكافحة النيران، بالتنسيق مع وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية. وحسب الوكالة، تضم الفرق التركية مروحيتين و11 آلية، فيما بدأ الطيران المروحي التركي بالتحليق فوق المناطق المتضررة والمشاركة في عمليات الإخماد، إلى جانب فرق الدفاع المدني السوري.
ووفق "سانا"، يشارك في هذه العمليات ما لا يقل عن 62 فريق إطفاء من الدفاع المدني وأفواج الإطفاء الحراجي، ضمن خطة طوارئ تهدف للحد من الخسائر البيئية والمادية.
وفي السياق الإنساني، قالت "سانا" إن فرق الهلال الأحمر العربي السوري تواصل جهودها الإغاثية للعائلات المتضررة من الحرائق، خصوصاً في بلدات بيت صبيرة، الميدلن، وبيت حسيت، حيث التهمت النيران بساتينهم ومصدر رزقهم.
وأعلنت الفرق الطبية التابعة للهلال الأحمر عن جاهزيتها الكاملة لتقديم الإسعافات الأولية، لا سيما في حالات الاختناق أو الإصابات الناتجة عن التعرض المباشر للنيران.
من جانبه، أوضح وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، أمس الجمعة، أن منطقة قسطل معاف تشهد توسعاً متزايداً في رقعة الحرائق، نتيجة اشتداد الرياح وارتفاع درجات الحرارة، ما يزيد من تعقيد السيطرة عليها.
وأشار الوزير إلى أن فرق الإطفاء تواجه صعوبات كبيرة على الأرض، أبرزها وعورة التضاريس، نقص البنية التحتية الخاصة بإطفاء الحرائق، بعد مناهل التزود بالمياه، وانتشار مخلفات الحرب والألغام، إلى جانب الرياح النشطة والحرارة المرتفعة التي تعيد إشعال النيران في أماكن سبق إخمادها.
وتشهد مناطق ريف اللاذقية حرائق متكررة مع بداية فصل الصيف، بسبب الكثافة النباتية العالية وسرعة الرياح ودرجات الحرارة المرتفعة، ما يجعل السيطرة عليها أمراً بالغ الصعوبة، لا سيما في ظل الإمكانات المحدودة ومخلفات الحرب المستمرة منذ أكثر من 14 عاماً.