جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان، اليوم الجمعة، خلال مشاركته في أعمال القمة السابعة عشرة لمنظمة التعاون الاقتصادي (ECO)، التي استضافتها مدينة خانكندي الأذربيجانية.
وفي مستهل كلمته، نوّه الرئيس التركي إلى رمزية انعقاد القمة في مدينة خانكندي المحررة، قائلاً إن "استضافة هذه المدينة هذا الحدث تُضفي أهمية ومعنى خاصَّين"، معرباً عن ثقته بأن خانكندي ستتحول إلى مركز جديد للتنمية والسلام في منطقة القوقاز، بفضل رؤية الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
وفي سياق حديثه عن التغير المناخي، شدد أردوغان على ضرورة مساهمة جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي في دعم رؤية التنمية المستدامة التي تضع هذه الظاهرة في صلب أولوياتها، موضحاً أن تركيا أجرت تحولات كبرى في هذا الإطار، من خلال مساعيها لبلوغ الحياد الكربوني بحلول عام 2053، وتحقيق أهداف "رؤية التنمية الخضراء".
وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده رفعت حصة الطاقة المتجددة إلى 59% من إجمالي القدرة المركبة لإنتاج الطاقة، ما أهَّلها لاحتلال المرتبة الخامسة على مستوى أوروبا، والحادية عشرة عالمياً في هذا المجال، مؤكداً استعداد تركيا لتقاسم خبراتها وتجاربها مع الدول الأعضاء في المنظمة.
كما تطرق أردوغان إلى "مشروع صفر نفايات" الذي أطلقته بلاده عام 2017، موضحاً أن تركيا تمكنت من منع نحو 6 ملايين طن من انبعاثات الغازات الدفيئة منذ إطلاق المشروع. وأضاف أن خطة العمل الوطنية لكفاءة الطاقة، الممتدة بين عامي 2024 و2030، تستهدف خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 100 مليون طن.
وعلى الصعيد الاقتصادي، شدد أردوغان على ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي في مجالي الاقتصاد والتجارة، بوصفهما ركيزتين أساسيتين في عمل منظمة التعاون الاقتصادي، داعياً إلى اتخاذ خطوات مشتركة لبلوغ هدف رفع حجم التجارة البينية إلى 100 مليار دولار.
في هذا السياق، دعا أردوغان الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي إلى تعزيز علاقاتها مع "جمهورية شمال قبرص التركية"، التي وصفها بأنها "عانت من عزلة جائرة لعقود"، مشيراً إلى ضرورة تطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات، من الرياضة والثقافة إلى الاقتصاد والسياحة.
وفي الشأن الإقليمي، تناول الرئيس التركي تطورات الأوضاع في سوريا، مؤكداً أن المرحلة التي وصلت إليها البلاد بعد سنوات من النضال الشعبي تمثل "بارقة أمل" للمنطقة. وأوضح أن دعم المجتمع الدولي، سواء على الصعيد المالي أو من خلال تطوير العلاقات مع الإدارة السورية الجديدة، يعد أمراً بالغ الأهمية خلال هذه المرحلة الحرجة.
كما تطرق إلى الملف الأفغاني، مشدداً على ضرورة دعم أمن الشعب الأفغاني وسلامه وتنميته، في ظل التحديات المستمرة التي تواجه البلاد.
وفي وقت سابق الجمعة، وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مدينة خانكندي في أذربيجان للمشاركة في القمة السابعة عشرة لمنظمة التعاون الاقتصادي التي تُعقد تحت شعار "رؤية منظمة التعاون الاقتصادي الجديدة لمستقبل مستدام ومقاوم لتغير المناخ".
ويرافق أردوغان عدد من الوزراء والمسؤولين أبرزهم وزير الخارجية هاكان فيدان، والتجارة عمر بولاط، ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون، وكبير مستشاري الرئيس التركي للسياسة الخارجية والأمن عاكف تشاغاطاي قليتش.