وقالت الحركة في بيان إنها أنهت مشاوراتها الداخلية، إضافة إلى مشاورات مع الفصائل والقوى الفلسطينية، بشأن المقترح الذي طرحه الوسطاء، والمتعلق بوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ قرابة تسعة أشهر.
وأوضحت حماس أنها سلّمت ردّها إلى الوسطاء، مشيرة إلى أن الموقف الذي قدّمته اتّسم بالإيجابية، لكنها لم تكشف عن تفاصيله أو مضمونه.
وأكدت الحركة في بيانها أنها "جاهزة بكل جدية للدخول فوراً في جولة مفاوضات، تتناول آلية تنفيذ المقترح المطروح".
وجاء إعلان حماس بعد ساعات من تصريحات أدلى بها مسؤول سياسي إسرائيلي لصحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أفاد فيها بأن تل أبيب "لم تتلق بعد ردًا رسميًا من الحركة"، دون أن تذكر الصحيفة اسم المسؤول.
إلا أن المسؤول نفسه أشار إلى وجود تقديرات لدى المؤسسة السياسية والأمنية في إسرائيل تُرجّح أن يكون الرد إيجابياً، لكنه مشروط بتعديلات على بعض بنود المقترح.
ورغم عدم صدور تفاصيل رسمية عن المقترح، فإن وسائل إعلام عبرية وأمريكية أفادت بأن أبرز بنوده تشمل إفراج حماس عن نحو 10 أسرى إسرائيليين أحياء، إضافة إلى تسليم جثامين 18 آخرين، وذلك عبر خمس مراحل، خلال فترة وقف إطلاق نار تمتد إلى 60 يوماً.
وفي المقابل، يشمل المقترح إفراج إسرائيل عن أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، وانسحاباً تدريجياً لقواتها من مناطق داخل قطاع غزة، وهو بند يُتوقّع أن يُثير خلافًاً مع الحكومة الإسرائيلية، التي تشترط نزع سلاح حماس وإبعاد قياداتها إلى خارج القطاع.
وتقدّر تل أبيب عدد الأسرى الإسرائيليين في غزة بنحو 50 أسيرًا، بينهم 20 على الأقل ما يزالون على قيد الحياة، في حين تُواصل احتجاز أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني في سجونها، يعانون أوضاعًا إنسانية بالغة القسوة، تشمل التعذيب، والتجويع، والإهمال الطبي، الذي تسبب بوفاة عدد منهم، وفق تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وفي السياق ذاته، نقلت القناة "12" العبرية عن مصدر إسرائيلي مطّلع، لم تسمّه، أنه "في حال موافقة حماس على المقترح، فمن المتوقع أن تتوجّه بعثة إسرائيلية إلى العاصمة القطرية الدوحة، لاستكمال الترتيبات ووضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق"، متوقعًا ألا تستغرق هذه الإجراءات أكثر من يوم ونصف.
وفي تطور متصل، يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسفر إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث من المقرّر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بحسب ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
من جانبها، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن ترمب قد يعلن التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال لقائه بنتنياهو، المقرّر يوم الاثنين المقبل، وفق ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين لم تذكر أسماءهم.
وتجدر الإشارة إلى أن المعارضة الإسرائيلية، إلى جانب عائلات الأسرى، وجّهت انتقادات متكررة لنتنياهو، متّهمة إياه بإطالة أمد الحرب استجابة لضغوط الجناح اليميني الأكثر تطرّفًا في حكومته، خدمةً لمصالحه السياسية والشخصية، وعلى رأسها البقاء في السلطة.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل ارتكاب مجازر دموية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، بدعم أمريكي واسع، وسط تجاهل صارخ لنداءات المجتمع الدولي، وخرق متكرّر لأوامر محكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف الحرب وحماية المدنيين.
وقد أسفرت هذه الحرب حتى الآن عن استشهاد أكثر من 193 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض، ومئات آلاف المهجّرين، بينما يواجه القطاع مجاعة كارثية أودت بحياة عشرات الأطفال.