وفي منشور عبر منصة إكس مرفق بخريطة توضيحية، وجّه المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي إنذار الإخلاء لـ"جميع الموجودين في البلوكات 47، 106، 108، 109 في خان يونس"، وهدد بأن جيش الاحتلال سيعمل "بقوة شديدة" في تلك المناطق، بزعم أن "الفصائل المسلحة وفي مقدمتها حماس تواصل أنشطتها فيها".
والسبت أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين بمحافظة خان يونس بإخلاء مناطقهم والتوجه إلى منطقة "المواصي" غرباً، تمهيداً لتنفيذ هجوم عسكري.
وتعد منطقة المواصي مساحة مفتوحة إلى حد كبير، تفتقر إلى المرافق الأساسية، ولا تتوافر فيها بنية تحتية كافية من شبكات صرف صحي أو كهرباء أو اتصالات. وتتكون أراضيها في معظمها من دفيئات زراعية وأراضٍ رملية، ويعيش النازحون وضعاً مأساوياً ونقصاً كبيراً في الموارد الأساسية، مثل الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء.
تدمير مركز غسيل الكلى
وفي سياق متصل، وصفت حركة حماس، اليوم الاثنين، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمركز "نورة الكعبي" لغسيل الكلى في شمال قطاع غزة، بأنه "جريمة جديدة ضمن سلسلة الاستهداف الممنهج للقطاع الطبي في غزة".
وقالت الحركة، في بيان، إن "حكومة الاحتلال الفاشي تواصل سياسة استهداف أشكال الحياة كافة في قطاع غزة، بما فيها المستشفيات والمراكز الطبية، ضمن حرب الإبادة الوحشية التي يشنها جيشها على شعبنا منذ 19 شهراً".
والأحد، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مركز "نورة الكعبي" الموجود في المستشفى الإندونيسي، وهو مركز غسيل الكلى الوحيد الذي يقدم خدماته لمحافظتي غزة وشمال القطاع، بعدما أخرج الأسبوعين الماضيين 3 مستشفيات كانت تعمل بشكل جزئي بمحافظة الشمال، من الخدمة.
وشددت حماس في بيانها، على أن "عشرات الآلاف من المرضى من نساء وأطفال وكبار في السن، لا يجدون اليوم أي رعاية طبية أو مراكز للتعامل مع الأمراض المزمنة والعضال، وخصوصاً أمراض الفشل الكلوي والسرطان وغيرها، بفعل الكارثة الإنسانية التي صنعها الاحتلال في القطاع".
وأضافت حماس أن "هذه الانتهاكات الوحشية لكل القوانين والمواثيق الدولية التي ترتكبها حكومة مجرم الحرب نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بحق الأبرياء في قطاع غزة، من مجازر وتجويع وتدمير لكل مناحي الحياة، تجري بغطاء سياسي وعسكري من الإدارة الأمريكية، ووسط صمت وتخاذل دولي مشين".
وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، بالعمل "لإعادة الاعتبار للقيم الإنسانية والقانون الدولي والإنساني، واتخاذ موقف يكفل وقف الإبادة المستمرة في القطاع، ومحاسبة مجرمي الحرب من قادة الاحتلال على جرائمهم".
وتداول ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر آليات إسرائيلية ثقيلة تهدم المركز الذي يحيط به دمار هائل.
وخلال الأسبوعين الماضيين، أفادت مصادر طبية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي أخرج قسراً مستشفيات "العودة" و"الإندونيسي" و"كمال عدوان" من الخدمة، نتيجة الاستهداف المباشر والحصار المتواصل.
ونهاية مايو/أيار الماضي، قالت وزارة الصحة في غزة إن 22 مستشفى من أصل 38 بالقطاع خرجت من الخدمة بفعل الاستهدافات الإسرائيلية، وسط انهيار شبه كامل في النظام الصحي.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظمها من الخدمة، ما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 178 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلاً عن مئات آلاف النازحين.