وجاء ادعاء ساعر خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير الخارجية الألماني الجديد يوهان فاديفول في القدس الغربية، وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، وبعد يومين من إعلان السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، انطلاق جهود أمريكية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأكد هاكابي أن الرئيس دونالد ترمب أصدر أوامره لفريقه ببذل كل جهد ممكن لتقديم الإغاثة إلى المدنيين. وقال السفير الأمريكي لدى إسرائيل: "هذا جهد كبير، وسيتطلب شراكة من الحكومات والمنظمات غير الحكومية والخيرية حول العالم، يوجد العديد من الشركاء الذين وافقوا بالفعل على المشاركة".
أما ساعر فقال إن بلاده "تدعم بشكل كامل خطة ترمب لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة"، وهي خطة تحقق نفس الغرض المعلن إسرائيلياً من مبادرة تروج لها تل أبيب، في الفترة الأخيرة، وهو "إفراغ شمال غزة من المواطنين الفلسطينيين".
وأضاف: "لن يوزع جنود الجيش الإسرائيلي المساعدات بل سيعملون على تأمين نقلها إلى غزة".
بدورها، قالت حركة حماس في بيان إن "منع آلاف الشاحنات المتكدسة من الدخول إلى غزة، بينما يموت الأطفال جوعاً، جريمة حرب مركبة". وانتقدت الحركة مواقف الدول العربية والإسلامية تجاه الحرب المستمرة ضد القطاع وتجويعه، مبينة أن تلك المواقف "لا ترقى إلى حجم الكارثة التي تسببها حرب الإبادة وجريمة التجويع في غزة".
وبجانب الغارات الإسرائيلية والعمليات العسكرية التي أودت بحياة الآلاف من الفلسطينيين في غزة منذ بدء حرب الإبادة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تغلق تل أبيب جميع المعابر في القطاع الفلسطيني لتشديد الحصار على سكانه وتجويعهم.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، منعت إسرائيل دخول جميع المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية إلى غزة، والتي يعتمد فلسطينيو القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة بشكل كامل عليها بعدما حولتهم الإبادة الجماعية المتواصلة إلى فقراء وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.
والاثنين، سجلت وزارة الصحة بقطاع غزة وفاة 57 طفلاً نتيجة سوء التغذية والمضاعفات الصحية، في ظل النقص الحاد في الحليب العلاجي، وبخاصة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في ظل نزوح أكثر من 90% من فلسطينيي القطاع من منازلهم، بعضهم مر بهذه التجربة لأكثر من مرة، إذ يعيشون في ملاجئ مكتظة أو في العراء دون مأوى، ما زاد من تفشي الأمراض والأوبئة.
وقال ساعر: "أود أن أقول إن الإسرائيليين سيشاركون في توفير الأمن العسكري اللازم لأنها منطقة حرب، لكنهم لن يشاركوا في توزيع الطعام، أو حتى في جلب الطعام إلى غزة، وسيبقى دورهم على المحيط".
إلى ذلك، ناشد جهاز الدفاع المدني في غزة، الأحد، المنظمات الدولية بالتدخل العاجل لإدخال الزيوت والإطارات والبطاريات إلى القطاع لإصلاح مركباته ومواصلة عملها الإنساني، في ظل الإبادة الإسرائيلية المستمرة.
وقال الدفاع المدني في بيان: "نعاني عجزاً كبيراً في توفر الزيوت والإطارات المطاطية والبطاريات الخاصة بمركبات الدفاع المدني". ودعا البيان "المنظمة الدولية للحماية المدنية والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإدخال كميات كافية من الزيوت والإطارات والبطاريات إلى قطاع غزة لتمكين إصلاح مركباتنا ومواصلة تدخلها الإنساني".
والخميس الماضي، أعلن جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة عن توقف 75% من مركباته عن العمل، بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها.
ومطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الأول 2025، بوساطة مصرية-قطرية ودعم أمريكي، والتزمته الحركة الفلسطينية.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية تنصّل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة بغزة في 18 مارس/آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفاً في حكومته اليمينية، لتحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.
وتواصل إسرائيل حرب إبادة واسعة ضد فلسطينيي قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة جميع النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت تلك الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.