وشهدت مناطق أخرى في أنحاء البلاد مظاهرات مشابهة، من بينها رحوبوت (وسط) وحيفا ومفرق كركور (شمال)، فيما اعتدت الشرطة الإسرائيلية على المتظاهرين بعنف، إذ جرى تداول بعض المقاطع المصورة خلال ضربهم المتظاهرين في تل أبيب.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن قريبة أحد الأسرى المحتجزين في غزة خلال المظاهرة التي نُظّمت في مدينة النقب قولها: "من حقنا أن يكون لدينا حكومة تهتمّ بمواطنيها، ويكون هدفها الأسمى أن تفعل كل شيء لإعادة المختطفين من الأسر، ولو بثمن باهظ جداً، هو وقف الحرب".
فيما وجّهت والدة أحد المحتجزين خلال مشاركتها في مظاهرة تل أبيب حديثها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قائلة: "كيف تنظر إلى نفسك في المرآة وأنت تعلم أنك تتخلى عن 58 رجلاً وامرأة مخطوفين؟" وفق يديعوت أحرنوت. وأكملت: "لقد فكّكتَ دولةً بأكملها، من أجل ماذا؟ الحفاظ على تماسك الائتلاف؟ أنت تمزّقنا نحن العائلات".
في سياق متصل اعتقلت الشرطة الإسرائيلية متظاهرين فلسطينيين حملوا الأعلام الفلسطينية، بعد اعتدائها على مسيرة انطلقت في مدينة أم الفحم وسط إسرائيل، احتجاجاً على استمرار المجازر ضد المدنيين في قطاع غزة.
ويطالب آلاف الإسرائيليين بينهم عائلات الأسرى لدى حماس، حكومة نتنياهو التي ترضخ لليمين المتطرف، بإعادة المحتجزين كافة ولو على حساب وقف الحرب، إلا أن هذه المطالبات لم تجد لها صدى داخل أروقة الحكومة رغم اقتراب الحرب من إكمال عامها الثاني.
والأربعاء أعلن نتنياهو خلال مؤتمر صحفي في مكتبه بالقدس الغربية أنه يتبقى لدى حماس 20 مختطفَاً (أسيراً) إسرائيلياً على قيد الحياة في غزة، ونحو 38 آخرين يُعتقد أنهم قُتلوا، وفق ادعائه.
من جهتها أعلنت حماس مراراً استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصرّ حالياً على إعادة احتلال غزة.
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بمواصلة الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.