وقال القيادي في حماس طاهر النونو السبت، إن “مرحلة الصفقات الجزئية انتهت ووافقنا على الجولة الحالية من المفاوضات دون شروط مسبقة، وتعاملنا بجدية وحسن نية مع الإدارة الأمريكية من أجل الضغط لإدخال المساعدات الإنسانية إلى شعبنا”.
وأضاف: “موقف الإدارة الأمريكية بعدم الضغط لإدخال المساعدات مستهجن وغير مقبول. ولسنا نادمين على إطلاق سراح الأسير عيدان وأثبتنا للعالم أننا لسنا الطرف المعطل للاتفاق”.
وبحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس السبت، مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الموجود في إيطاليا، تطورات ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة، وفقاً للقناة 12 العبرية.
وكانت مصادر إسرائيلية قد أشارت إلى "اختراق متوقع" في المفاوضات خلال الساعات القليلة المقبلة، إذ أفادت صحيفة معاريف العبرية بأن أمام حماس مهلة تنتهي منتصف هذه الليلة لتوقيع الاتفاق، وإلا فإن هجوماً برياً واسع النطاق سيبدأ صباح الاثنين وفق خطة معتمدة مسبقاً.
ونقلت صحيفة يدعوت أحرونوت العبرية الأحد عن مسؤولين إسرائيليين أن الحكومة تتعامل مع المفاوضات الجارية بجدية، مع توقعات باتخاذ قرار نهائي مساء اليوم الأحد.
وأشار هؤلاء المسؤولون إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتبنى موقفاً مرناً في ما يتعلق بالتعديلات الطفيفة على الإطار الذي اقترحه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، لكنها ترفض التعديلات الجذرية على هذا الإطار. بينما يصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على استعادة جميع الأسرى الإسرائيليين دون التزام وقف الحرب.
وأشار مسؤول إسرائيلي كبير إلى أن المفاوضات الجارية "ليست استعراضاً"، مؤكداً أن الخيار الآن يقتصر على "الاتفاق أو الحرب".
من جهته، ذكر موقع والا العبري نقلاً عن مسؤول أمريكي مطلع أن مفاوضات الدوحة شهدت تقدماً ملحوظاً، لكنها لا تزال في حاجة إلى مزيد من الوقت قبل التوصل إلى اتفاق نهائي.
وحسب هيئة البث العبرية، فإن الخطوط العريضة للاتفاق تتضمن إطلاقاً فورياً لعشرة أسرى إسرائيليين أحياء ووقفاً لإطلاق النار لمدة تتراوح بين شهر ونصف الشهر وشهرين. كما تنص على تقديم حماس قائمة بالأسرى الأحياء والمتوفين بعد عشرة أيام من دخول الاتفاق حيز التنفيذ. وتشير المعلومات إلى أن إسرائيل قد تفرج عما بين 200 و250 أسيراً فلسطينياً، لكن هذا البند لا يزال محل خلاف.
ولم يصدر حتى مساء الأحد أي إعلان رسمي من الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) أو من الطرفين بشأن تفاصيل المفاوضات المستمرة منذ الثلاثاء الماضي. وتشير المعطيات إلى أن المقترح المتداول حالياً هو ذاته تقريباً الذي عرضه ويتكوف قبل أشهر، ورفضه نتنياهو آنذاك، بينما لم تعلن حماس رفضه صراحة.
وتقوم الخطة الأمريكية على إطلاق الأسرى على مرحلتين، تبدأ بالإفراج عن نصفهم في اليوم الأول، تليها مفاوضات حول إنهاء الحرب خلال فترة وقف إطلاق النار المحددة بشهرين. ويُستكمل الإفراج عن بقية الأسرى في حال التوصل إلى اتفاق نهائي.
وتقدّر إسرائيل عدد أسراها في غزة بـ58، بينهم 20 على قيد الحياة، بينما تعتقل إسرائيل أكثر من 9900 فلسطيني في سجونها، يعاني كثير منهم أوضاعاً صحية وإنسانية متدهورة.
وترفض إسرائيل التزام إنهاء الحرب، ما يثير مخاوف حماس من إمكانية تنصل تل أبيب من الاتفاق، كما حدث مع وقف إطلاق النار السابق. ورغم الزخم الذي تتحدث عنه مصادر إسرائيلية بشأن المفاوضات، انتقدت وسائل إعلام عبرية إرسال وفد تفاوضي بصلاحيات محدودة إلى الدوحة، مؤكدة أن القرار النهائي لا يزال بيد نتنياهو.