وقالت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، في تقريرها الإحصائي أمس الأربعاء: "وصل مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة الماضية إلى 35 شهيداً، بينهم 30 انتشلت جثامينهم من تحت الأنقاض، وآخر متأثر بجراحه، و4 شهداء جدد".
وأفادت الوزارة بـ"ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 48 ألفاً و440 شهيداً و111 ألفاً و845 إصابة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023"، مشيرة إلى وجود عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم لنقص المعدات.
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى والمحتجزين حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وحتى انتهاء المرحلة الأولى منه مساء السبت، ارتكبت إسرائيل أكثر من 900 خرق، بحسب مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة.
وأضاف الثوابتة، الأحد، إن هذه الخروقات "شملت قصفاً جوياً ومدفعياً، وتحليقاً مكثفاً للطائرات المسيرة، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق النار على المواطنين، وهدم منازل، واستهداف سيارات"، كما شملت أيضاً "منع إدخال الوقود، وعرقلة دخول سيارات الدفاع المدني والآليات الثقيلة، ومنع إدخال خيمة وكرفان (منازل جاهزة)".
امتداد للإبادة
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم حماس، حازم قاسم، في منشور عبر تليغرام، أمس الأربعاء إن "استمرار سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة يعد امتداداً لحرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال ضد القطاع، وتصعيداً في إرهابه ضد شعبنا".
وتابع قاسم أن "هذا السلوك الإرهابي من الاحتلال يزيد ضرورة تطبيق القرارات المهمة التي اتخذتها القمة العربية بالأمس (الثلاثاء)، لإدخال المساعدات وكسر الحصار عن قطاع غزة كخطوات لازمة لمنع مخطط التهجير".
وأكدت القمة العربية الطارئة بالقاهرة، في بيانها الختامي، على رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، واعتبرت أن الخطة التي قدمتها مصر لإعادة إعمار غزة "خطة عربية جامعة"، وأكدت العمل على تقديم الدعم المالي والمادي والسياسي لتنفيذها.
والاثنين، قال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن إغلاق إسرائيل المعابر المؤدية إلى غزة أمام البضائع أدى إلى زيادة أسعار المواد الغذائية أكثر من 100 ضعف في أنحاء القطاع.
عواقب مدمرة
بدورها، حذرت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) روزاليا بولين، أمس الأربعاء، من أن منع دخول المساعدات إلى غزة "يخلق مخاوف بين سكان القطاع بشأن عودة الأعمال العدائية، ويهدد خدمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة".
وشددت بولين على أن عدم القدرة على إدخال المواد الإغاثية إلى القطاع، بما في ذلك اللقاحات وأجهزة التنفس الصناعي للأطفال الخدج "ستكون له عواقب وخيمة في الحياة الواقعية على الأطفال وأولياء أمورهم".
وأضافت: "إذا لم نتمكن من إدخال تلك الإمدادات، فإن التطعيم الروتيني سيتوقف. ولن تتمكن وحدات الأطفال حديثي الولادة من رعاية الأطفال الخدج".
وأشارت إلى أن إمدادات المساعدات الموجودة في غزة جرى توزيعها بالفعل على نطاق واسع في جميع أنحاء القطاع، إذ إن الاحتياجات "مرتفعة للغاية لدرجة أننا لم نتمكن من تخزين السلع".
وشددت على أن القيود الأخيرة "مدمرة للغاية" لأن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار "لم تكن مجرد توقف للأعمال العدائية، بل كانت حقاً شريان حياة للأسر".
وعند منتصف ليل السبت/الأحد، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة رسمياً والتي استغرقت 42 يوماً، بينما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من المحتجزين الإسرائيليين في غزة، من دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته.
بينما تؤكد حماس، مراراً التزامها تنفيذ الاتفاق وقف إطلاق النار، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه، وتدعو الوسطاء للبدء فوراً بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.