ومساء أمس الاثنين، شنّت طائرات إسرائيلية غارات جوية استهدفت محيط مدينة طرطوس، غربي سوريا، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء السورية (سانا)، دون تسجيل أي خسائر بشرية.
وقال بيدرسن في بيان: "هذه الأعمال غير مقبولة وتهدد بزعزعة استقرار الوضع الهش أصلاً، وتفاقم التوترات الإقليمية، وتقوض الجهود الرامية إلى وقف التصعيد وانتقال سياسي مستدام".
ودعا المبعوث الأممي إسرائيل إلى وقف الانتهاكات، والوفاء بالتزاماتها الدولية، والامتناع عن الإجراءات الأحادية التي تؤدي إلى تفاقم الصراع.
كما طالب جميع الأطراف باحترام سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، مشدداً على أن الحوار البنّاء والالتزام الصارم للاتفاقات الدولية والقانون الدولي ضروريان للأمن في سوريا والمنطقة برمّتها.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن مساء الاثنين أنه استهدف بغارات جوية موقعاً عسكرياً في منطقة القرداحة بمحافظة اللاذقية غربي سوريا، بدعوى استخدامه لتخزين وسائل قتالية تابعة للنظام السوري المنهار.
وقال في بيان: "نظراً إلى التطورات الأخيرة في المنطقة قررنا مهاجمة بنى تحتية داخل الموقع"، دون مزيد من التفاصيل. وأضاف جيش الاحتلال أنه سيواصل "مراقبة ما يحدث على الجبهة السورية، وسيعمل كل ما يتطلب لحماية مواطني دولة إسرائيل".
جدير بالذكر أن منطقتَي القرداحة وطرطوس تقعان في الساحل السوري غربي سوريا، وتبلغ المسافة بينهما نحو 80 كيلومتراً عبر الطريق البري.
وأتت الغارات بعد أيام من مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجعل "جنوب سوريا منزوع السلاح بالكامل" مؤكداً أن الدولة العبرية لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب العاصمة دمشق.
ومنذ اللحظة الأولى للإطاحة بالنظام السوري في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، استغلت إسرائيل الوضع واحتلت منطقة جبل الشيخ الاستراتيجية والمنطقة العازلة، كما شنت غارات جوية دمَّرت مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش.
ولتبرير انتهاكاتها وتصعيدها ضد سوريا، تزعم إسرائيل أنها "تحمي أمن مواطنيها"، دون تقديم أي توضيح حول طبيعة تلك التهديدات، رغم تأكيد حكومة دمشق مراراً أنها لن تكون مصدر تهديد للمنطقة.
والثلاثاء، أقرَّ وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتنفيذ جيش بلاده غارات على العاصمة دمشق، مهدداً بأن "أي محاولة من قوات النظام السوري للتمركز في المنطقة الأمنية جنوب سوريا سيجري الرد عليها بالنيران".
واحتلت إسرائيل جزءاً من الهضبة السورية عام 1967، وأعلنت ضمّه في 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة.