جاء ذلك في كلمته أمام القمة العربية الطارئة التي تعقد في العاصمة المصرية القاهرة، الثلاثاء، والمخصصة لبحث تطورات القضية الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة.
وقال السيسي إن مصر عملت مع فلسطين والمؤسسات الدولية لبلورة خطة شاملة لإعادة إعمار غزة من دون تهجير الفلسطينيين، داعياً القمة العربية إلى اعتمادها في اجتماع اليوم.
كما دعا السيسي إلى توجيه الدعم للصندوق الذي سيجري إنشاؤه لتنفيذ هذه الخطة، وإلى حشد الدعم الدولي والإقليمي لها.
وأكد أن هذه الخطة "تحفظ للشعب الفلسطيني حقه في إعادة بناء وطنه وبقائه على أرضه"، مشدداً على أن مصر "لن تشارك في أي ظلم يقع على الشعب الفلسطيني".
وفي هذا الصدد، أعلن الرئيس المصري عن عقد مؤتمر دولي لإعمار غزة في أبريل/نيسان المقبل.
وأشار إلى أن مصر عملت مع الأشقاء في فلسطين على تشكيل لجنة إدارية من المهنيين والتكنوقراط المستقلين الفلسطينيين توكل إليها إدارة غزة خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن هذه اللجنة ستكون مسؤولة عن الإشراف على شؤون الإغاثة وإدارة شؤون القطاع لفترة مؤقتة، تمهيداً لعودة السلطة الفلسطينية إلى هناك.
ولفت السيسي إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة "سعت بقوة السلاح لتفريغ القطاع من سكانه"، وخلفت "وصمة عار في تاريخ البشرية عنوانها انعدام الإنسانية".
وأعرب عن أمله بأن تتواصل جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لاستمرار وقف إطلاق النار بغزة.
وبشأن سبل حل القضية الفلسطينية أكد السيسي أن التوصل للسلام بالمنطقة لن يتحقق من دون تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وشدد على أن القدس المحتلة ليست مجرد مدينة، مردفاً القول: "بل رمز لهويتنا".
والقمة العربية الطارئة دعت لها القاهرة لبحث تطورات فلسطين، وانطلقت اليوم تحت عنوان "قمة فلسطين".
وتناقش القمة العربية الطارئة "التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية"، حسب هيئة الاستعلامات المصرية (رسمية)، الاثنين.
وتبحث القمة "الوصول لقرار وموقف عربي موحد يرفض التهجير، ويؤكد على الإجماع العربي لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية ودولية لوقف محاولات إخراج الفلسطينيين من أراضيهم، وخطط إعادة إعمار غزة من دون إخراج الفلسطينيين من أراضيهم، ودعم استكمال اتفاق وقف النار ومنع أي خروقات"، وفق الهيئة.
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وهذه ثاني قمة تعقد بشأن القضية الفلسطينية والأوضاع في غزة خلال أسبوعين، بعد القمة العربية التشاورية التي عقدت بالرياض 21 فبراير/شباط الماضي، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن.
كما أنها ثالث قمة طارئة بشأن غزة تعقد خلال 16 شهراً من الإبادة الجماعية الإسرائيلية، بعد القمتين العربيتين الإسلاميتين بالرياض في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 و2024.