وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان بأن "الهيئة العامة للشؤون المدنية (جهة التواصل مع الجانب الإسرائيلي) أبلغتها باستشهاد الشاب أيسر عبد الحليم شاكر سعدية (21 عاماً) برصاص الاحتلال في الحي الشرقي لمدينة جنين".
ولفتت إلى أنه جرى احتجاز الجثمان، دون مزيد من التفاصيل، وفق البيان ذاته. وأفاد شهود عيان بأن جيش الاحتلال "قتل فلسطينياً في شقة سكنية في الحي الشرقي من جنين واحتجز جثمانه فجراً".
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيانٍ استشهاد فلسطيني في العشرينيات أيضاً من عمره. وقالت: "قوات الاحتلال (الإسرائيلي) سلّمت طواقمنا شهيداً في العشرينيات من العمر في الحارة الشرقية في جنين"، دون الكشف عن هويته.
بدورها، قالت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، في بيانٍ إنّ الشهيد أيسر عبد الحليم سعدية (السعدي) كان من القادة الميدانيين "الذين تركوا بصمة واضحة في مقاومة الاحتلال". وذكرت أن سعدية استشهد فجر الثلاثاء بعد اشتباكه مع قوة إسرائيلية حاصرته في الحي الشرقي بمدينة جنين شمال الضفة الغربية.
ونجا سعدية من عدة محاولات اغتيال خلال فترة مطاردته من إسرائيل، وفق بيان القسام الذي أكد أنه "شارك في التخطيط والتنفيذ لعدة عمليات نوعية أوقعت خسائر في صفوف الاحتلال".
وفجر الثلاثاء، اقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي برفقة جرافات وآليات هدم اقتحمت الحي الشرقي بجنين، وفق شهود عيان.
ولليوم 43 يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، وفي مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 37، فيما يواصل اقتحام مخيم نور شمس لليوم 24.
في السياق ذاته، اعتقل جيش الاحتلال 20 فلسطينياً، بينهم أسرى سابقون، خلال عمليات اقتحام نفذها بمناطق مختلفة بالضفة الغربية المحتلة، منذ مساء الاثنين.
وقال بيان مشترك لنادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، وهيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير (رسمية)، إنّ "الجيش اعتقل 20 فلسطينياً على الأقل، بينهم الأسيرة المحررة إسراء عنيمات من بلدة صوريف، بمحافظة الخليل، جنوبي الضفة".
وعنيمات من بين الأسيرات اللاتي أفرج عنهن في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، في إطار أحدث صفقات التبادل بين جيش الاحتلال وحركة حماس علي خلفية اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
وفي 23 فبراير/شباط الماضي اقتحمت دبابات إسرائيلية مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، في تصعيد عسكري هو الأول من نوعه منذ عام 2002. وفي مؤتمر صحفي بذات اليوم، خلال حفل تخريج ضباط في مدينة حولون قرب تل أبيب، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش سيواصل القتال في الضفة الغربية المحتلة.
ومنذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي وسع جيش الاحتلال عملياته العسكرية التي أطلق عليها اسم "السور الحديدي"، في مدن ومخيمات الفلسطينيين شمال الضفة، وخصوصاً في جنين وطولكرم وطوباس.
وصعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، بما يشمل اقتحام القرى والبلدات والمخيمات وإطلاق الرصاص الحي والمطاطي والقنابل الغازية، الذي استمر بالوتيرة نفسها خلال شهر رمضان.
ومنذ بدء عدوانه المتواصل على شمالي الضفة منذ 43 يوماً، اعتقل الاحتلال 300 فلسطيني من مدينة جنين ومخيمها، و180 من مدينة طولكرم ومخيمها، وفق البيان ذاته.
وتحذر السلطات الفلسطينية من أن تلك العملية تأتي "في إطار مخطط حكومة نتنياهو لضم الضفة وإعلان السيادة عليها، وهو ما قد يمثل إعلاناً رسمياً لوفاة حل الدولتين".