ولم يصدر إعلان رسميّ من حركة حماس، أو إدارة ترمب حتى الساعة 16:45 (ت.غ)، بشأن ما ذكره الموقع الذي نقل عن مصادر "مطلعة" قولها إنّ المبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر، عقد مباحثات مع مسؤولين من حماس في الدوحة خلال الأسابيع الأخيرة.
وأوضحت المصادر التي تحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بمناقشة هذه الاجتماعات الحساسة، أن الهدف الأساسي للمحادثات كان الإفراج عن الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأمريكية، وهو جزء من مسؤوليات بوهلر.
وأضافت أن المباحثات شملت أيضاً صفقة أوسع تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين في غزة، والتوصل إلى هدنة طويلة الأمد. ولفتت إلى أنه لم يُتوصل إلى اتفاق خلال تلك المحادثات.
وذكرت المصادر أن إدارة ترمب تشاورت مع إسرائيل بشأن التواصل مع حماس، لكن تل أبيب علمت بالمحادثات عبر قنوات خاصة.
ووصف أكسيوس هذه المحادثات بأنها "غير مسبوقة"، إذ "لم يسبق للولايات المتحدة أن تواصلت مباشرة مع حماس”، التي صنفتها “منظمة إرهابية” عام 1997. وذكر أنه لا يزال في غزة 59 أسيراً إسرائيلياً، تحدّث جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل 35 منهم.
وأضافت أن المخابرات الإسرائيلية تعتقد أن 22 أسيراً في غزة لا يزالون على قيد الحياة، فيما وضْع اثنين آخرين غير معروف. ومن بين الأسرى المتبقين 5 يحملون الجنسية الأمريكية، أحدهم إيدان ألكسندر (21 عاماً)، الذي يُعتقد أنه لا يزال حياً.
بدوره، نقل موقع يسرائيل هيوم العبري عن مصدر مطلع قوله إنّ “إسرائيل قلقة للغاية من المحادثات المباشرة لإدارة ترمب مع حماس”، فيما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مصدر سياسي قوله إنّ “هدف اتصالات أمريكا وحماس الانتقال إلى المرحلة 2 إذا أفرجت الأخيرة عن رهائن”.
وأشارت المصادر، حسب يديعوت أحرونوت، إلى أن “إدارة ترمب مهتمة بالإفراج عن أسير حي وجثامين 4 يحملون الجنسية الأمريكية”، وأن “إسرائيل غير متحمسة من اتصالات أمريكا مع حماس وشككت في تحقيقها نتائج”.
من جانبها، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية الخاصة عن مصدرين مطلعين طلبا عدم الكشف عن هويتهما، تأكيدهما أن الحكومة الأمريكية أجرت محادثات مباشرة مع حماس بالدوحة. وأضاف المصدران أن إسرائيل أُطلعت على تفاصيل هذه المحادثات.
وأوضحا أن الرسالة التي نقلتها واشنطن إلى مسؤولي حماس كانت: "أظهروا حسن النية، وادفعوا الأمور قدماً، وأطلقوا سراح الأسرى –بمن فيهم الأمريكيون– حتى يتسنى إحراز تقدم ملموس".
وعند منتصف ليل السبت/الأحد، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، التي استمرت 42 يوماً، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاءً للمتطرفين في حكومته.
في المقابل، تؤكد حماس التزامها تنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل جميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فوراً في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحاباً إسرائيلياً من القطاع ووقفاً كاملاً للحرب.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة في غزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلقت إسرائيل مجدداً جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع أداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها.
كما تهدد إسرائيل بإجراءات تصعيدية أخرى، تشمل قطع المياه والكهرباء، وصولاً إلى استئناف حرب الإبادة.