وقالت الخارجية عبر بيان عقب اجتماع الرياض إنه “جرى لقاء تاريخي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، شارك فيه أيضاً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر اتصال هاتفي، بحضور وزراء خارجية السعودية وسوريا والولايات المتحدة".
وأضافت، "خلال اللقاء جرى تأكيد أهمية رفع العقوبات المفروضة على سوريا ودعم مسار التعافي وإعادة الإعمار"، وأوضحت أن ابن سلمان "شدد على ضرورة هذه الخطوة لتحقيق الاستقرار في المنطقة".
وأكد الرئيس ترمب "التزام بلاده الوقوف إلى جانب سوريا في هذه المرحلة المفصلية"، فيما أعرب الشرع عن "امتنانه للدعم الإقليمي والدولي"، مشدداً على "مضيّ سوريا بثقة نحو المستقبل".
وحسب الخارجية السورية، تناول اللقاء "سُبل الشراكة السورية-الأمريكية في مكافحة الإرهاب والتعاون في القضاء على تأثير الفاعلين من غير الدول، والمجموعات المسلحة غير السورية التي تعوق الاستقرار، بما في ذلك تنظيم داعش والتهديدات الأخرى".
ولفتت الخارجية السورية إلى أنه من المقرر أن يتبع هذا اللقاء اجتماع مرتقب بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، لـ”متابعة التنسيق الثنائي وتعزيز التفاهمات التي جرى التوصل إليها".
وفي السياق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في منشور على منصة إكس، إنّ الرئيس الأمريكي دعا نظيره السوري إلى تحمُّل مسؤولية مراكز احتجاز عناصر تنظيم داعش الإرهابي بشمال شرق البلاد.
وأضافت أن "الرئيس أردوغان أثنى على الرئيس ترمب لرفعه العقوبات عن سوريا، والتزم العمل جنباً إلى جنب مع المملكة العربية السعودية لتشجيع السلام والازدهار في سوريا".
كما أوضحت ليفيت أن ولي العهد السعودي أثنى على خطوة ترمب، واصفاً إياها بـ"الشجاعة"، فيما أعرب ترمب عن شكره للرئيس أردوغان وولي العهد على صداقتهما، مؤكداً للشرع أن لديه فرصة كبيرة لإحداث تغيير تاريخي في بلاده.
وأشارت ليفيت إلى أن ترمب "شجع الرئيس الشرع على القيام بعمل عظيم للشعب السوري"، كما حث الشرع على "التوقيع على اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل، وإبلاغ جميع الإرهابيين الأجانب بمغادرة سوريا، وترحيل الإرهابيين الفلسطينيين"، حسب تعبيرها.
وأكد الشرع، وفق تصريحات ليفيت، الفرصة الكبيرة التي يمثلها انسحاب الإيرانيين من سوريا، معرباً عن التزامه اتفاق فض الاشتباك مع إسرائيل لعام 1974، كما دعا الشركات الأمريكية للاستثمار في قطاعَي النفط والغاز السوريين، مشيراً إلى تطلعه لجعل سوريا حلقة وصل حيوية لتسهيل التجارة بين الشرق والغرب.
وأفادت ليفيت بأن الاجتماع تناول أيضاً الحرب الروسية-الأوكرانية والأوضاع في غزة، مؤكدة أن الشرع شكر ترمب وولي العهد السعودي والرئيس أردوغان على جهودهم في تنظيم اللقاء.
وصباح الأربعاء، اجتمع ترمب مع الشرع في الرياض، في لقاء هو الأول بين الزعيمين، وفي تصريحات له خلال منتدى الاستثمار السعودي–الأمريكي 2025 في الرياض، الثلاثاء، أعلن ترمب أنه سيأمر برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا بهدف منح شعبها فرصة "للنمو والتطور".
وأضاف أنه اتخذ هذا القرار بعد مناقشته مع كل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقد وصل ترمب إلى السعودية الثلاثاء، في مستهل جولة خليجية تشمل أيضاً قطر والإمارات.