وأفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة في بيان، بأن "غارة للعدو الإسرائيلي على بلدة عين قانا، الليلة الماضية، أسفرت عن إصابة ثلاثة مواطنين بجروح".
كانت الوكالة الوطنية للإعلام قد ذكرت أن البلدة شهدت ليلةً متوترة بسبب عدة غارات نفّذتها الطائرات الحربية والمسيَّرة الإسرائيلية، عقب إنذار من جيش الاحتلال للسكان بإخلاء المنطقة، ما أدى إلى دمار واسع في المباني والمركبات والبنية التحتية.
من جانبه، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر الجمعة، إن طائراته الحربية قصفت مواقع زعم أنها "تُستخدم لإنتاج وتخزين مسيّرات تابعة للوحدة الجوية 127 في حزب الله"، وذلك في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي جنوب لبنان.
وأضاف جيش الاحتلال أن الغارات جاءت "رداً على استمرار أنشطة الوحدة الجوية لحزب الله رغم التفاهمات القائمة"، وادَّعى أنها تستهدف "ورشة لتصنيع طائرات مسيَّرة لأغراض هجومية واستطلاعية".
وتزامن التصعيد مع تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، هدَّد فيها بأن "لبنان لن ينعم بسلام ولا استقرار ما لم يتحقق الأمن لإسرائيل"، وذلك رداً على إدانة الرئيس اللبناني، جوزيف عون، غارات الضاحية الجنوبية مساء الخميس، التي وصفها بأنها "استباحة سافرة لاتفاقٍ دوليّ ودليلٌ على رفض إسرائيل السلام العادل".
وقال عون إن الغارات عشية عيد الأضحى تمثل "استباحة سافرة لاتفاق دولي، ودليل دامغ على رفض تل أبيب مقتضيات السلام العادل في منطقتنا".
ورد عليه كاتس في بيان: "السيد الرئيس (عون)، لن يكون هناك سلام في بيروت، ولا نظام ولا استقرار في لبنان دون أمن دولة إسرائيل"، وأضاف: "يجب احترام الاتفاقات، على الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله، ومنعه من إنتاج طائرات مسيّرة تهدد التجمعات الشمالية (قرب الحدود) ومواطني إسرائيل"، وفق تعبيره.
وشنّت المقاتلات الإسرائيلية، مساء الخميس، 8 غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذارات لسكانها، في رابع وأعنف قصف منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
ومنذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وثّقت بيانات رسمية مقتل ما لا يقل عن 208 أشخاص وإصابة 501 آخرين، وسط آلاف الخروقات الإسرائيلية، وفق إحصاء لوكالة الأناضول.
كانت الحرب قد اندلعت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتوسَّعت في 23 سبتمبر/أيلول 2024، وأسفرت عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إلى جانب نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، لا يزال جيش الاحتلال يسيطر على خمس تلال لبنانية احتلها خلال الحرب الأخيرة، بعدما نفّذ انسحاباً جزئياً فقط من جنوب لبنان.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وتواصل رفض الانسحاب الكامل منها أو القبول بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967، تكون القدس الشرقية عاصمتها.