وزاد هذا الإبلاغ من حالة الترقب والارتباك في إسرائيل، خصوصاً بعد تراجع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن تلميح بإعلان وشيك بشأن صفقة تبادل.
وقالت هيئة البث العبرية الرسمية، إن " ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، وآدم بوهلر مبعوث ترمب لشؤون الأسرى والمفقودين، تحدثا مساء الاثنين، مع عائلات الأسرى". وذكرت الهيئة أن ويتكوف وبوهلر، أعربا عن أملهما حدوث تطورات خلال اليومين المقبلين، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وفي وقت سابق من مساء الاثنين، أثار تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ضجة كبيرة داخل إسرائيل، بما في ذلك في أوساط عائلات الأسرى. وقال نتنياهو في تصريح متلفز مقتضب: "إطلاق سراح مختطفينا (الأسرى) في صدارة أولوياتنا، وآمل جداً أن نتمكن من الإعلان عن شيء بهذا الشأن. إن لم يكن اليوم فغداً".
لكنه تراجع بعد ذلك بوقت قصير، وقال في بيان لمكتبه: "المقصد لم يكن بشكل ملموس (يشير) إلى اليوم أو غداً، بل إلى الجهود الدائمة المبذولة للتوصل إلى صفقة".
من جانبها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن مصادر إسرائيلية مطّلعة لم تسمّها، أن "نتنياهو قصد القول إننا نعمل بجد، وإنْ لم تجرِ صفقة اليوم فلن نستسلم"، وفق تعبيرها.
وادّعت المصادر: "نمارس الضغط على حماس، وكذلك على ويتكوف (المبعوث الرئاسي الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف)، ونأمل في أخبار طيبة، لكنّ المقصود كان المستقبل القريب وليس بالضرورة اليوم أو غداً (...) كانت مجرد طريقة تعبير".
وخلّف تصريح نتنياهو المتلفز حماسة كبيرة لدى عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين توجهوا إلى منسّق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش، لطلب توضيحات بشأنه، وفق ما أوردته القناة السابعة العبرية.
وقالت عائلات الأسرى في بيان: "نشعر بأنهم يعذبوننا، كل تصريح من هذا النوع يجعل قلوبنا المكسورة تقفز "، وفق القناة 12 العبرية.
ورداً على ذلك، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إن "تصريحات نتنياهو غير المسؤولة تسبب ألماً شديداً لعائلات المختطفين (الأسرى) وللجمهور الإسرائيلي بأكمله". وأضاف لابيد في تدوينة على إكس: "على نتنياهو أن يقف أمام الكاميرات، ويقدم الاعتذار لعائلات المختطفين (الأسرى)، بدلاً من الاختباء وراء الإحاطات باسم شخص مجهول في مكتبه".
وفي وقت سابق مساء الاثنين، قال مصدر فلسطيني مقرب من حماس، إن الحركة وافقت على مقترح ويتكوف، فيما ادّعى موقع واللا العبري أن ويتكوف نفى موافقة حماس على مقترحه، وقال إن "تل أبيب قبلت به".
وتقول الحكومة الإسرائيلية إنها تتمسك بمقترح قدمه المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في مارس/آذار الماضي. والمقترح يقضي بإطلاق حماس نصف الأسرى الإسرائيليين في اليوم الأول من اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، يجري خلالها التفاوض على اتفاق دائم يتضمن أيضاً الإفراج عن أسرى فلسطينيين.
ومراراً، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعةً واحدةً"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكنَّ نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حالياً على إعادة احتلال غزة.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيراً إسرائيلياً في غزة، منهم 20 أحياء، فيما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة عشرات منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وترتكب إسرائيل بدعمٍ أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية في غزة، خلّفت نحو 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.