وقالت وزارة الصحة والدفاع المدني في غزة، في بيانين منفصلين، إن القصف الإسرائيلي أسفر عن استشهاد 34 فلسطينياً، بينهم 6 في المستشفى و28 آخرون في منزل ملاصق له يعود لعائلة "الأفغاني"، جراء الأحزمة النارية التي استهدفت المستشفى ومحيطه بخان يونس جنوبي قطاع غزة.
وأوضحت وزارة الصحة أن "القصف المباشر لساحات المستشفى أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة أكثر من 40 بجراح مختلفة".
وأعلن جهاز الدفاع المدني في غزة في بيان منفصل أن 28 فلسطينياً استشهدوا وأصيب عدد كبير في الهجوم الذي استهدف المستشفى وعرض أقسامه لضرر كبير.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت وزارة الصحة في غزة إن مستشفى غزة الأوروبي ومحيطه تعرض لسلسلة غارات إسرائيلية عنيفة.
اعتراف إسرائيلي
بدوره، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف المستشفى “استخدم 9 قنابل ثقيلة” وزعم استهدافه "عناصر من حماس داخل مجمع للقيادة والسيطرة أُقيم تحت المستشفى".
وقال في بيان مشترك مع جهاز الأمن العام (الشاباك) نُشر عبر منصة إكس، إنه نفذ "هجوماً دقيقاً قبل وقت قصير، استهدف عناصر من حماس كانوا داخل مجمّع للقيادة والسيطرة أُقيم ضمن بنية تحتية أسفل المستشفى”.
ونقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن مصدر إسرائيلي لم تسمه أن "الهدف من الهجوم كان محمد السنوار"، القيادي البارز في حركة حماس، فيما نقل موقع "والا" عن 3 مصادر إسرائيلية مطلعة على الأمر، قولهم إن الهجوم "كان محاولة اغتيال لمحمد السنوار. لكن النتيجة لا تزال مجهولة حتى الآن".
حماس: ادعاءات جيش الاحتلال أكاذيب
ولم يصدر تعليق فوري من حركة حماس بشأن المزاعم الإسرائيلية، لكنها عادة ما تنفيها.
لكنها قالت في بيان صادر مساء الثلاثاء إن “الغارات الوحشية المكثّفة التي شنّها جيش الاحتلال الفاشي على حرم مستشفى غزة الأوروبي ومحيطه، جريمة جديدة تستهدف ما تبقى من مستشفيات قطاع غزة، بهدف إخراجها عن الخدمة، في سياق حرب الإبادة المستمرة على القطاع”.
وأضاف البيان القصف أسفر عن استشهاد “عشرات الشهداء والجرحى، بينهم مرضى وطواقم طبية، وأفراد من الدفاع المدني والإسعاف أثناء محاولتهم انتشال المصابين قبل استهدافهم مجددًا بالغارات، ما أدى إلى خروج المستشفى بشكل كامل عن الخدمة”.
وأكدت حماس أن "ادعاءات جيش الاحتلال بوجود مراكز عسكرية في المكان ليست سوى أكاذيب ومحاولات تضليل للرأي العام العالمي، دأب الاحتلال على استخدامها مرارًا لضرب وتدمير القطاع الطبي، وقتل وترويع المدنيين الأبرياء في قطاع غزة”.
وهذا ثاني استهداف إسرائيلي لمنشأة طبية في مدينة خان يونس خلال 24 ساعة الماضية، إذ استهدف فجر الاثنين مجمع ناصر الطبي وهو أكبر المستشفيات في قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العديد من الفلسطينيين الذين كانوا يتلقون العلاج داخله بينهم الصحفي حسن أصليح، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وحسب آخر بيانات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الذي صدر في 8 مايو/أيار الجاري، فإن 38 مستشفى و81 مركزاً صحياً و164 مؤسسة صحية تعرضت للتدمير أو الحرق أو الإخراج من الخدمة خلال حرب الإبادة.
وتواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية واسعة ضد فلسطينيي قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة جميع النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت تلك الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.