وقال غولان، في منشور على منصة "إكس"، إن نتنياهو "يُروّج الآن لمفهوم خطير جديد، وهو تسليح ميليشيا غزاوية مرتبطة بتنظيم داعش"، وفق تعبيره.
وأضاف أن "نتنياهو يشكل خطراً على أمن إسرائيل، فبدلاً من إبرام اتفاق، ووضع ترتيبات مع المحور السُّني المعتدل، وإعادة الأسرى والأمن إلى المواطنين الإسرائيليين، يُنشئ قنبلة موقوتة جديدة في غزة"، وتابع: "هذا ليس خطأ، بل أسلوب (...)، نتنياهو يبيع أمن شعب إسرائيل ليوم آخر في السلطة، ويجب إبعاده فوراً عن صنع القرار".
وفي وقت سابق الخميس، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، عن أن تل أبيب زوَّدت "ميليشيات إجرامية" في غزة بأسلحة، وقال لهيئة البث العبرية الرسمية إن "إسرائيل نقلت بنادق هجومية وأسلحة خفيفة إلى ميليشيات إجرامية في غزة"، وأضاف أن هذه الخطوة جرت "بأوامر من نتنياهو".
وتابع ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض: "في رأيي، لم يُوافق مجلس الوزراء على نقل الأسلحة، لكن رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) كان يعلم"، واستدرك: "لكنني لست متأكداً من أن رئيس أركان الجيش كان يعلم، نحن نتحدث عمَّا يُعادل (تنظيم) داعش (الإرهابي) في غزة"، وحذر من أنه "لا أحد يضمن عدم توجيه هذه الأسلحة إلى إسرائيل. ليس لدينا أي وسيلة للمراقبة أو التتبع".
ولم يُكذِّب مكتب نتنياهو صحة هذه التصريحات، واكتفى بالقول في بيان، إن "إسرائيل تعمل على هزيمة حماس بطرق مختلفة، بناءً على توصيات جميع رؤساء الأجهزة الأمنية".
كما ذكرت الهيئة أنه "بموافقة الرقابة العسكرية، يمكن الكشف عن أن إسرائيل نقلت أسلحة إلى عناصر فلسطينية في غزة للدفاع عن أنفسهم ضد حماس"، وأردفت أن الهدف "تعزيز" ما سمتها "عناصر المعارضة في غزة التي تعمل ضد حكومة حماس... ونُفِّذت هذه الخطوة (نقل الأسلحة) بموافقة نتنياهو، دون علم مجلس الوزراء".
"هندسة الفوضى"
من جانبها، قالت حركة حماس، اليوم الخميس، إن ما كشف عنه أفيغدور ليبرمان بشأن تسليح تل أبيب "ميليشيات إجرامية" في قطاع غزة يؤكد إشراف الاحتلال على "هندسة الفوضى والتجويع وسرقة المساعدات" في القطاع.
وأضافت حماس أن "تصريحات ليبرمان تكشف عن حقيقة دامغة وخطيرة، تتمثل في تسليح جيش الاحتلال الإسرائيلي عصابات إجرامية في قطاع غزة، بهدف خلق حالة فوضى أمنية ومجتمعية، وتسويق مشاريع الاحتلال لهندسة التجويع والسرقة المنظَّمة للمساعدات الإنسانية".
وتابعت أن "هذا الاعتراف يؤكد أن الجيش الإسرائيلي لا يكتفي بالقصف والقتل الجماعي، بل يتولى تنظيم ورعاية عمليات السرقة والتجويع بشكل مباشر عبر تلك العصابات العميلة، في محاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني والتأثير على بيئته المقاومة".
وشددت على أن "هذه العصابات التي امتهنت الخيانة والسرقة تتحرك تحت إشراف أمني صهيوني مباشر"، مؤكدةً أنها "أدوات رخيصة بيد العدو، وعدو حقيقي لشعبنا الفلسطيني"، وذكرت أن "هذه العصابات ستلاحَق وتحاسَب بحزمٍ من قوى شعبنا والأجهزة المختصة".
ودعت الفلسطينيين في غزة إلى الحذر من هذه العصابات، ورفع الغطاء المجتمعي عنها، والتعاون مع الجهات الأمنية واللجان الشعبية "لحماية المجتمع ومقدّراته من أذرع الاحتلال الداخلية"، وفق البيان.
وفي الأشهر الأخيرة، تحدثت تقارير إعلامية عبرية عن ظهور "مجموعات إجرامية مسلحة" في غزة تعمل تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتهاجم الفلسطينيين.
وفي أكثر من مناسبة، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن "عصابات مسلحة" مدعومة من إسرائيل تنهب المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تدخل غزة، وسط حصار إسرائيلي خانق.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعمٍ أمريكي مطلق، إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 180 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلاً عن مئات آلاف النازحين.