وأصيب، مساء الثلاثاء، شاب فلسطيني ومُسنة، واعتقل شابان في اقتحامات لجيش الاحتلال الإسرائيلي واعتداءات للمستوطنين بمناطق متفرقة من الضفة الغربية، وفق إعلام حكومي وشهود عيان.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" إن شاباً أصيب واعتقل آخر خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي بلدة زيتا شمال مدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربية. وأوضحت أن "قوات الاحتلال اقتحمت البلدة ودَهمت عدداً من المنازل وفتشتها وخربت محتوياتها وأخضعت سكانها للاستجواب".
وأضافت أن "جنود الاحتلال اعتدوا بالضرب المبرح على الشاب شرار أبو العز ما أدى إلى إصابته بجروح ورضوض، فيما اعتقلوا الشاب محمد الطايع". وأشارت إلى استيلاء الجنود على منزل في البلدة وتحويله "إلى ثكنة عسكرية ونقطة مراقبة، واحتجزوا عدداً من الشبان، بالتزامن مع إطلاق طائرة مُسيرة في الأجواء".
وشمالي الضفة أيضاً، ذكرت "وفا" أن قوة إسرائيلية "اعتقلت مواطناً وجرّفت أرضاً زراعية وأغلقت ثلاث طرق فرعية ودمرت محتويات غرفة زراعية، في بلدة دير بلوط غرب مدينة سلفيت". وأشارت إلى اقتحام بلدة عزّون شرق مدينة قلقيلية "دون أن يبلَّغ عن مداهمات أو اعتقالات".
وأفادت "وفا" باندلاع مواجهات بين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي خلال اقتحام بلدة بيرزيت شمال مدينة رام الله "دون أن يبلغ عن إصابات أو اعتقالات".
ومن جنوبي الضفة، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها نقلت إلى المستشفى "مًسنة (60 عاماً) أصيبت برضوض جراء الاعتداء عليها من المستوطنين في مَسافِر يطا (جنوب مدينة الخليل)" دون مزيد من التفاصيل.
وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال اقتحم بلدة دورا، جنوب مدينة الخليل دون أن يشيروا إلى تسجيل اعتقالات أو إصابات، كما اقتحمت بلدة بيت أمر شمال المدينة.
وصباح الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة اليوم الثلاثاء، استشهاد الشاب محمود فيصل الخراز (32 عاماً) برصاص قوات الاحتلال في نابلس، فيما أصيب 9 مواطنين برصاص الاحتلال، بعد اقتحام جيش الاحتلال للمدينة ودهمه الخليج للصرافة على دوار زواتا، ومحلات الأشقر للصياغة والذهب في السوق التجاري، واستيلائه على محتوياتهما وسط إطلاق النار وقنابل الغاز السام.
في سياق متصل، ذكرت مصادر فلسطينية أن قوات إسرائيلية اقتحمت، في وقت مبكر اليوم، الأربعاء المنطقة الشرقية في نابلس ومخيم بلاطة في المدينة الواقعة شمالي الضفة الغربية.
فلسطينيون يطالبون بالحماية من المستوطنين
شن مستوطنون إسرائيليون، مساء الثلاثاء، هجمات استهدفت فلسطينيين في مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة، فيما أطلق مواطنون مناشدة طلباً للحماية.
وقال شهود عيان إن مستوطنين هاجموا قرية اللبن الشرقية جنوب مدينة نابلس (شمال)، وأغلقوا الشارع الرئيسي المحاذي للبلدة، ورشقوا مركبات فلسطينية بالحجارة، فيما أغلقت قوات الاحتلال شارع رام الله- نابلس الرئيسي، الذي يمر من القرية.
ووسط الضفة، أحرق مستوطنون أرضاً زراعية في قرية المغيّر، شمال شرق مدينة رام الله، وفق الوكالة، التي أضافت أن "قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة بعد إحراقها لتأمين الحماية للمستعمرين، ومنعت المواطنين من الاقتراب". ووفق "وفا"، يهاجم المستوطنون القرية باستمرار ويحرقون أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم ويخربونها، بخاصة بعد إقامتهم بؤرة استعمارية في المنطقة أخيراً.
وشمال الضفة الغربية، وزع الجيش الإسرائيلي إخطارات بوقف بناء منازل ومنشآت شمال بلدة بروقين غرب مدينة سلفيت، وفق الوكالة. وأوضحت أن "قوات الاحتلال سلّمت 8 إخطارات وقف عمل وبناء لمنازل مأهولة بالسكان، إضافة إلى بَرَكْس (حظيرة) لتربية المواشي".
وجنوب الضفة، قال شهود عيان إن مستوطنين هاجموا راعي أغنام من قرية المِنيا جنوب شرق مدينة بيت لحم، وحاولوا الاستيلاء على أغنامه، قبل حضور مواطنين فلسطينيين لنجدته.
وفي مدينة الخليل قال عيسى عمرو، حقوقي مختص بمتابعة الانتهاكات الإسرائيلية، للأناضول إن "الصحفي والناشط مهند قفيشة تعرض للضرب المبرح من جنود الاحتلال في حي تل الرميدة وسط الخليل". وأصيب 13 صحفياً في اعتداءات متفرقة لمستوطنين والجيش الإسرائيلي بالضفة في وقت سابق الثلاثاء.
ووجَّه سكان تجمع "خلّة الضبع" الفلسطيني جنوب الضفة مناشدة إلى العالم والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، مطالبين بالحماية من الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، بعد تضييق الخناق عليهم، وتزايد الاعتداءات لتهجيرهم.
وفي 5 مايو/أيار الجاري هدم الجيش الإسرائيلي 25 منزلاً ومنشأة زراعية وآبار مياه في هذا التجمع؛ بذريعة إقامتها دون ترخيص.
في غضون ذلك، حذّر مجلس الوزراء الفلسطيني عبر بيان بختام جلسته الأسبوعية، من "خطورة وتداعيات تصعيد الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه على أبناء شعبنا، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية بما فيها القدس". وأشار إلى "استمرار الهجمات على التجمعات السكانية، واستباحة المتطرفين للمسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس، وتصاعد وتيرة اقتحامات الاحتلال للمدن والقرى والمخيمات، إلى جانب تصاعد اعتداءات المستوطنين".
المصادقة على بناء 22 مستوطنة سراً
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الثلاثاء، إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" صدّق "سراً" على بناء 22 مستوطنة جديدة على أراضي الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة.
وذكرت الصحيفة أن الكابينت "صدّق سراً (دون تحديد تاريخ) على إقامة 22 مستوطنة جديدة في يهودا والسامرة (التسمية اليهودية للضفة الغربية)". وأشارت إلى أن القرار يشمل إعادة إنشاء مستوطنتي "حومش" و"سانور" اللتين فُككتا سابقاً في إطار خطة "فك الارتباط" عن قطاع غزة. وتابعت الصحيفة: "الاقتراح تم التصديق عليه بمبادرة وزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش".
من جانبها، قالت الرئاسة الفلسطينية، الثلاثاء، إن تصديق الحكومة الإسرائيلية على بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة "تصعيد خطير يجر المنطقة إلى دوامة عنف وعدم استقرار".
وقال متحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن "تصديق حكومة الاحتلال سراً على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، يشكل تصعيداً خطيراً، وتحدياً للشرعية الدولية والقانون الدولي". وأوضح أن التصعيد الإسرائيلي يعد "محاولة للاستمرار في جر المنطقة إلى دوامة العنف وعدم الاستقرار"، مذكّراً بأن "الاستيطان جميعه غير شرعي".
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 970 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفاً، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.