واستشهد فجر الأربعاء 9 فلسطينيين، بينهم أطفال، وأصيب العشرات في قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، كما استشهد 5 مواطنين وأصيب عدد آخر في قصف على منزل في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة بالإضافة إلى شهيدة وجريح في قصف لمنازل ببلدة عبسان الكبيرة وشهيد في قيزان النجار ومصابين في قصف على منزل وسط مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وسقط 3 شهداء في قصف إسرائيلي على شقة سكنية في حي النصر بمدينة غزة، فيما سقط آخر في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وجاء ذلك بعد وقت قصير من إنذار الجيش آلاف المرضى والنازحين بإخلاء مناطق غرب مدينة غزة تشمل مستشفى الشفاء وعددا من مراكز الإيواء.
ومساء الأربعاء، أنذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين في بلوكات 633، 706، 785، 786، 787 بحي الرمال الجنوبي بالإخلاء الفوري. وادعى الجيش وجود ما سماها "أنشطة إرهابية" لحركة حماس داخل هذه الأبنية، متوعداً بأنه "سيهاجم المنطقة بقوة شديدة".
ويشمل الإنذار مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات قطاع غزة، حيث يوجد آلاف المرضى والمصابين، إضافة إلى مراكز الإيواء في الجامعة الإسلامية. كما يشمل مجمع مدارس الشاطئ، ومدارس الكرمل، ومصطفى حافظ، والفرقان، التي تؤوي مئات آلاف النازحين من شمال وشرق القطاع.
وحمّلت وزارة الداخلية في قطاع غزة، الأربعاء، إسرائيل المسؤولية عن "جريمة تشريد المواطنين" من مناطقهم بما يخالف قواعد القانون الدولي، في إطار جرائم الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 19 شهراً.
وقالت في بيان تعقيباً على إنذار الجيش الإسرائيلي بإخلاء عدة مناطق ومنشآت تؤوي مرضى ونازحين بغزة: "نحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن هذه الجريمة بتشريد المواطنين من مناطق سكناهم ونزوحهم دون أي مبرر في جريمة مخالفة لكل قواعد القانون الدولي".
وأكدت وزارة الداخلية بغزة أن "ما ورد من مزاعم لجيش الاحتلال في إعلان تهديد المواطنين هي مزاعم كاذبة لا أساس لها من الصحة". وشددت على أن تلك المزاعم الإسرائيلية محاولة "لتبرير جريمة تشريد المواطنين الآمنين في منازلهم في إطار سياسة الاحتلال للضغط على المدنيين".
وخلال ساعات نهار وفجر الأربعاء، قتل الجيش الإسرائيلي إجمالا 71 فلسطينياً، بينهم 50 في جباليا (شمال)، إذ شنت طائرات إسرائيلية سلسلة غارات مكثفة على البلدة ومخيمها.
ومنذ بدء جولة ترمب بالمنطقة الثلاثاء، قتل الجيش الإسرائيلي 118 فلسطينياً في غزة، بينهم أطفال ونساء وصحفي، فيما قصف مستشفيين بشكل مباشر، إلى جانب 6 مدارس و3 مراكز تؤوي نازحين، في تصعيد وُصف بالأعنف منذ أسابيع.
إبادة بالتجويع وتحذير من تلف المساعدات
حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الأربعاء، من تلف المساعدات الإنسانية المُنقذة للحياة والعالقة في المستودعات خارج قطاع غزة جراء إغلاق إسرائيل للمعابر ومنع دخولها منذ 2 مارس/آذار الماضي، إمعاناً بالإبادة الجماعية التي تواصل ارتكابها منذ 19 شهراً.
وقالت الوكالة الأممية في منشور على حسابها بمنصة فيسبوك: "المساعدات الإنسانية، من طعام ومستلزمات نظافة وأدوية ومواد إيواء، عالقة في المستودعات خارج قطاع غزة بسبب الحصار". وأوضحت أن المساعدات "المنقذة للحياة" باتت مع إغلاق المعابر "مهددة بالتلف"، مضيفة: "طعام لا يمكن للناس تناوله، وأدوية لا يمكنهم استخدامها".
وأكدت الأونروا أن فرقها وشاحناتها "جاهزة لإيصال المساعدات للأشخاص الذين بأمس الحاجة لها" في غزة، فيما قال سام روز القائم بأعمال مدير شؤون وكالة الأونروا في غزة: "نصف مليون شخص في قطاع غزة يعانون من الجوع الشديد".
وتابع في فيديو نشرته الوكالة الأممية على فيسبوك من مستودع خارج قطاع غزة يضم مساعدات: "خلفي في هذا المستودع توجد كمية من الدقيق تكفي لـ200 ألف شخص".
من جانبها، قالت حركة حماس، الأربعاء، إن إسرائيل ترتكب "جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان"، من خلال استخدام سلاح التجويع ضد أكثر من 2 مليون فلسطيني في غزة، مطالبةً بتدخل دولي وعربي عاجل لوقفها.
وأضافت الحركة في بيان، أن "حكومة الاحتلال الفاشي تواصل إغلاق قطاع غزة أمام جميع مقوّمات الحياة الأساسية من غذاء ودواء وماء ووقود، لأكثر من سبعين يوما متتالية، بالتزامن مع عدوان صهيوني همجي متصاعد".
وشددت على أن "هذا المشهد يجسد أركان جريمة إبادة موصوفة يرتكبها جيش الاحتلال على مرأى ومسمع من العالم". وأضافت حماس في بيانها: "العدو الصهيوني المجرم يستخدم سلاح التجويع ضد أكثر من مليونين وربع مليون إنسان، متحدياً بشكل سافر إرادة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها، التي طالبت مراراً بفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية".
في سياق متصل، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن استهداف إسرائيل لمستشفيات قطاع غزة بغارات جوية مكثفة وعنيفة يمثل "حلقة في سلسلة الممارسات التي تهدف إلى تدمير سبل النجاة وأماكن الملاذ الأخير للسكان" في إطار الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 173 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاماً، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع المجاعة جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
