وقالت مصادر طبية للأناضول إن حصيلة شهداء غارات إسرائيلية ارتفعت منذ فجر ثاني أيام عيد الأضحى على عدة مناطق بقطاع غزة إلى أكثر من 33 فلسطينياً.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد 7 فلسطينيين عقب غارة إسرائيلية على منزل يؤوي نازحين غرب مدينة غزة شمال القطاع. كما وصل جثمانا شهيدين إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، عقب قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مجموعة من المدنيين في حي "الصفطاوي" شمال المدينة.
واستهدف قصف مدفعي كثيف بلدة بيت لاهيا شمال غربي قطاع غزة، تزامناً مع نسف الاحتلال مباني سكنية شرقي جباليا شمالي القطاع.
وأعلنت مصادر محلية استشهاد 3 فلسطينيين في غارة إسرائيلية استهدفت تجمعاً للمدنيين في منطقة أبو شرخ غرب مخيّم جباليا، كما استشهد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف جرّار مياه تابعاً لبلدية مخيم البريج وسط القطاع، وفق مصادر طبية.
واستُشهد أيضاً 4 فلسطينيين من عائلة واحدة، جراء قصف إسرائيلي على خيمة نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع. وفي قصف إسرائيلي استهدف منزلاً بمحيط محطة المجايدة بمنطقة المواصي، استُشهد 3 فلسطينيين، بينهم طفل، وأصيب آخرون.
كما استُشهد فلسطيني وأصيب أكثر من 30 آخرين، جراء قصف مسيّرة إسرائيلية خيمة نازحين في منطقة "أصداء" شمال غرب مدينة خان يونس. وتحدثت مصادر طبية عن "استشهاد طفلة وسقوط عدد من الإصابات" في قصف مسيّرة إسرائيلية منطقة بئر زنون غرب خان يونس.
وفي قصف آخر، استشهد فلسطيني جراء استهداف إسرائيلي لخيام النازحين في منطقة المواصي. وذكر شهود عيان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ عمليتي نسف لمبانٍ في شمال خان يونس.
وأفاد مصدر في مجمع ناصر الطبي باستشهاد 6 فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال قرب مركز مساعدات الشركة الأمريكية غربي مدينة رفح جنوبي القطاع.
وكانت مصادر محلية فلسطينية قالت إن جيش الاحتلال أطلق النار والقذائف باتجاه منتظري المساعدات في محيط الأكواخ، غرب رفح.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي إن إجمالي عدد الذين استُشهدوا برصاص الاحتلال خلال محاولتهم الحصول على الغذاء من مراكز المساعدات الأمريكية بلغ 110، بالإضافة إلى 583 مصاباً و9 مفقودين.
استهداف المنظومة الصحية
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم السبت، بأن "التهديدات المباشرة للمناطق السكنية المحيطة بالمستشفيات هي إجراءات واضحة ينفذها الاحتلال ضمن خطته الممنهجة ضد المنظومة الصحية".
وأضافت الوزارة أن "مجمع ناصر الطبي هو المستشفى الوحيد في محافظة خان يونس بعد خروج المستشفى الأوروبي من الخدمة وصعوبة الوصول إلى مستشفى الأمل لوجودها في منطقة الإخلاء".
وحذرت من الوصول إلى تلك اللحظة التي تعني انهياراً كاملاً للمنظومة الصحية جنوب قطاع غزة، مجددة مناشدتها العاجلة للجهات المعنية ضرورة التدخل لحماية المؤسسات الصحية وإلزام الاحتلال إدخال الإمدادات الدوائية والاحتياجات اللازمة لتقديم الرعاية الطبية الطارئة.
من جانبه، أطلق المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر، عبر إنستغرام، نداء استغاثة من داخل "مستشفى شهداء الأقصى"، وسط القطاع إلى "من يملكون النفوذ والقدرة على وقف هذه الحرب الوحشية ضد الطفولة".
من جهتها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ضرورة استئناف إيصال المساعدات بأمان، وعلى نطاق واسع، لجميع السكان في غزة من خلال الأمم المتحدة.
تعتيم إعلامي
وعلى صعيد آخر، قال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، عبر منصة "إكس" أمس الجمعة، إن منع السلطات الإسرائيلية دخول الصحفيين الدوليين إلى غزة منذ بدء الحرب "أمر غير مسبوق في أي صراع آخر في التاريخ الحديث".
وشدد لازاريني على أن هذه الممارسات ما هي إلا "حظر على نقل الحقائق" من القطاع الفلسطيني.
ولفت إلى أن ما تمارسه تل أبيب مع الصحفيين، ولا سيما الدوليين، يعد "الوصفة المثالية لتأجيج التضليل الإعلامي، وتعميق الاستقطاب، وتغييب الإنسانية".
وطالب لازاريني بـ"رفع الحظر" المفروض على وسائل الإعلام الدولية في قطاع غزة، والسماح للصحفيين الدوليين بالعمل والتغطية الصحفية من القطاع بشكل مستقل، ودعم زملائهم الفلسطينيين الذين يواصلون "عملهم البطولي دافعين ثمناً باهظاً".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل -بدعم أمريكي- إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 180 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع.