ولم يشر بوتين بعد إذا ما كان سيحضر المحادثات التي حث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الطرفين على حضورها في إطار جهود واشنطن لوقف القتال، أم لا.
وقال زيلينسكي للصحفيين في كييف إنه سيكون في أنقرة بعد غد الخميس، لإجراء المفاوضات، وأضاف أنه يعتزم مقابلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأن الرئيسين سينتظران وصول نظيرهما الروسي.
وذكر أنه إذا اختار بوتين عقد الاجتماع في إسطنبول، فإن الرئيسين سيتوجهان إلى هناك، وأضاف: "إذا لم يصل بوتين وتلاعب بنا، ستكون هذه هي الإشارة النهائية إلى أنه لا يرغب في إنهاء الحرب".
وتابع الرئيس الأوكراني قائلاً إن قادة أوروبا والولايات المتحدة يجب أن يستأنفوا التهديد بفرض عقوبات صارمة على روسيا، إذا لم يُظهر بوتين استعداداً لحضور المحادثات.
روسيا مستعدة
في المقابل رفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، لليوم الثاني على التوالي، اليوم الثلاثاء، أن يقول للصحفيين ما إذا كان بوتين سيسافر إلى إسطنبول، ومن أيضاً سيمثل روسيا في المحادثات المحتملة، وأوضح: "سنُصدر إعلاناً بمجرد أن يرى الرئيس أن الأمر ضروري".
من جهتها، نقلت وكالات أنباء رسمية روسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله، اليوم الثلاثاء، إن موسكو مستعدة لإجراء محادثات جادة بشأن الحرب في أوكرانيا إلا أنها تشك في استعداد كييف للتفاوض.
ونُقل عن ريابكوف القول: "من السابق لأوانه تقديم توقعات.. السؤال الذي يتعين طرحه على داعمي نظام كييف وكييف نفسها هو: هل هم مستعدون للتفاوض؟".
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن ريابكوف: "لدينا انطباع راسخ بأنه في ظل النهج الحالي... فإن الكلمة التي يمكن أن تصف هذه المعطيات هي عدم الاتفاق".
وذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن ريابكوف أنه يتعين الاعتراف بالحقائق "على الأرض" في إطار الصراع مع أوكرانيا، بما في ذلك ضم ما تطلق عليه موسكو "الأراضي الجديدة" إلى روسيا.
وخلال مؤتمر صحفي، السبت، اقترح بوتين، استئناف المحادثات المباشرة مع أوكرانيا دون شروط مسبقة الخميس المقبل، في إسطنبول، بعد توقفها عام 2022.
وقال الكرملين، في بيان، الأحد، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدم دعمه الكامل لمبادرة نظيره الروسي بوتين، بشأن إجراء مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول.
في حين ذكرت دائرة الاتصال بالرئاسة التركية عبر بيان، الأحد، أن الرئيس أردوغان أعرب لنظيره الروسي عن استعداد تركيا لاستضافة محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا.
يشار إلى أنه في مارس/آذار 2022، استضافت إسطنبول عدة جولات من المباحثات بين وفود روسية وأوكرانية للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.
ووقَّع البلدان اتفاقية في إسطنبول يوليو/تموز 2022، بوساطة تركيا والأمم المتحدة لشحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وللمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء الحرب الروسية-الأوكرانية، ومُدِّدت الاتفاقية 3 مرات قبل أن تعلِّق موسكو العمل بها في 17 يوليو/تموز 2023.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعده كييف "تدخلاً" في شؤونها.