وأكد ألطون أن هذا الحدث لا يُعد مجرد مسيرة، بل يمثل مناسبة مهمة لمشاركة التراث التاريخي، والثراء الثقافي، والرؤية المستقبلية القوية لتركيا مع العالم.
وتحظى المسيرة التي تنظمها دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، بمشاركة واسعة من الجالية التركية في الولايات المتحدة إلى جانب الأذربيجانيين والقبارصة الأتراك ومواطنو العالم التركي.
وأضاف ألطون في رسالته: "اللحظات التي يرفرف فيها علمنا ذو الهلال والنجمة في سماء نيويورك تكتسب معنى أكبر بفضل مشاركتكم وجهودكم. أنتم بمثابة “دبلوماسيين شعبيين” تمثلون قيم ومبادئ تركيا في هذه الأرض، وتسهمون في إبراز الصورة المشرفة لوطننا من خلال إنجازاتكم في مجالات المجتمع المدني، والعلم، وريادة الأعمال، والرياضة، والثقافة والفن."
وشدد ألطون على أن تركيا، بتاريخها ومواقفها، لطالما وقفت إلى جانب العدالة والمظلومين ضد الظلم، وستواصل تبني هذا النهج في كل مكان وزمان. وأوضح أن العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة تستند إلى شراكة استراتيجية طويلة الأمد وعضوية مشتركة في حلف الناتو، مشيراً إلى أن هذه الشراكة لا تقتصر على المجال الدفاعي، بل تشمل دعم الاستقرار الإقليمي والسلام العالمي.
كما أكد ألطون أن تركيا تسعى إلى تطوير العلاقات على أساس الاحترام المتبادل، والحوار البنّاء، والمصالح المشتركة. وأشار إلى أن الشراكات في مجالات التجارة، الاستثمار، والابتكار تسهم بشكل متزايد في تعزيز العلاقات الثنائية، في حين تساهم جهود التعاون في التعليم والدبلوماسية الثقافية في بناء جسور صداقة دائمة بين الشعبين.
وحذر ألطون من التهديدات العالمية التي تمس استقرار النظام الدولي، مثل الحروب التجارية، والتضليل الإعلامي، والحرب الروسية الأوكرانية، والتوتر بين باكستان والهند، والمجازر الإسرائيلية في غزة، مؤكداً أن تركيا ترفع صوتها دوماً في وجه هذه المآسي الإنسانية، أينما كانت.
كما أشاد بالتطورات الأخيرة في الملف السوري، معبراً عن دعم تركيا لإنهاء الحرب وتشكيل إدارة انتقالية تمثل سوريا الحرة، بما يحقق الأمن والاستقرار ويحفظ وحدة الأراضي السورية.
وفي ختام كلمته، أكد ألطون أن السلام، والاستقرار، والعدالة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال مواقف مبدئية، مشيراً إلى أن تركيا تواجه معايير مزدوجة على الساحة الدولية، بخاصة في مجال مكافحة الإرهاب، حيث تُعد التنظيمات الإرهابية التي تستهدف تركيا والمنطقة تهديداً للأمن العالمي بأسره.
كما حذر من تصاعد الإسلاموفوبيا، وكراهية الأجانب، ومحاولات شرعنة خطاب الكراهية عبر السياسة والإعلام، داعياً إلى الحفاظ على وحدة وتماسك المجتمع التركي-الأمريكي في مواجهة هذه التحديات.