وقال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فضل عدم ذكر اسمه: "اقتحم بن غفير المسجد الأقصى بحراسة مشددة من قبل الشرطة الإسرائيلية"، وكتب بن غفير، عبر منصة إكس: "صليت (في الأقصى) من أجل النصر في الحرب وعودة جميع الرهائن وأن ينجح رئيس الشاباك المعين حديثًا اللواء ديفيد زيني"، بحسب تعبيره.
ورافق بن غفير في الاقتحام وزير النقب والجليل إسحاق فاسرلاوف، وعضو الكنيست من حزب "القوة اليهودية" إسحاق كرويزر، وفق ما أورده في المنشور.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، في بيان، إن 1427 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى بالفترة الصباحية على شكل مجموعات بحراسة ومرافقة الشرطة الإسرائيلية، وأضافت أن المزيد قد يقتحمون المسجد في فترة ما بعد الظهيرة.
وأفادت في وقت سابق من صباح اليوم الاثنين أن 771 مستوطناً دخلوا المسجد خلال ساعتين، عبر باب المغاربة في الجدار الغربي (حائط البراق)، تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية.
وقال شهود عيان إن الاقتحامات جرت على شكل مجموعات كبيرة، مشيرين إلى حضور أريئيل كلينر وعميت هاليفي، عضوي الكنيست عن حزب "الليكود". وكانت جماعات يمينية إسرائيلية متطرفة دعت إلى اقتحامات واسعة ورفع العلم الإسرائيلي في هذه الذكرى.
وتزامنت الاقتحامات مع إعلان الحكومة الإسرائيلية عقد جلسة في بلدة سلوان الفلسطينية، جنوب المسجد الأقصى، التي تشهد عمليات استيطان مكثفة.
ومساء الأحد، نظم يمينيون إسرائيليون "مسيرة الأعلام" التي تبدأ من القدس الغربية وتتوقف عند باب العامود في البلدة القديمة، حيث تقام "رقصة الأعلام" التي يصاحبها إطلاق هتافات عنصرية، ثم تتجه المسيرة إلى شارع الواد وصولاً إلى "حائط البراق".
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي سمح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى منذ عام 2003، وتجري الاقتحامات يومياً عدا الجمعة والسبت، في الفترة الصباحية وبعد صلاة الظهر، وتطالب دائرة الأوقاف الإسلامية بوقف هذه الاقتحامات دون استجابة من السلطات الإسرائيلية.
من جانبهم، يؤكد الفلسطينيون أن إسرائيل تسعى لتهويد القدس الشرقية المحتلة والمسجد الأقصى وطمس هويتها العربية والإسلامية، وتعتبر القدس الشرقية عاصمة دولتهم المستقبلية، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة عام 1967 ولا بضمها في 1980.
تصعيد في مخيم جنين
في سياق متصل، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم السادس والعشرين بعد المئة، مع توسع عمليات التجريف والتدمير بهدف تغيير معالم المخيم وبنيته.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن نحو 22 ألف مواطن نزحوا من المخيم ومحيطه، ما فرض تحديات كبيرة على بلدية جنين من الناحيتين الإنسانية والاقتصادية، حسب رئيس البلدية محمد جرار.
وذكر جرار، حسب “وفا”، أن نسبة النازحين تمثل 25% من سكان المدينة، ما أدى إلى مشكلات اقتصادية واجتماعية وبيئية وخدمية وصحية، وقدّر حجم الدمار بنحو 300 مليون دولار، مؤكداً أن الاحتلال يستهدف تحويل المخيم إلى منطقة غير صالحة للعيش.
وأشار إلى تدمير البنية التحتية بالكامل، مع تدمير 600 منزل بشكل كلي وتضرر معظم المنازل الأخرى، إضافة إلى فقدان 4000 عامل لوظائفهم بسبب العدوان، وأوضح أن البلدية بدأت إصلاح بعض المناطق، وشملت الأعمال إعادة تعبيد الشوارع الرئيسية وإصلاح شبكات المياه والصرف الصحي بتكلفة 17 مليون شيكل.
وحسب نادي الأسير، اعتقلت قوات الاحتلال خلال الأشهر الأربعة الماضية نحو 1000 مواطن من جنين وطولكرم، بينهم من أُفرج عنهم لاحقاً، وفي الأيام الأخيرة، اعتقلت قوات الاحتلال عدة شبان من بلدة قباطية وداهمت بلدة برقين، كما اعتقلت شاباً قرب مستشفى جنين الحكومي.
وتشهد قرى محافظة جنين اقتحامات شبه يومية، مع وجود دائم لدوريات الاحتلال وآلياته، واستمرار إطلاق الرصاص الحي داخل مخيم جنين، وسط تعزيزات عسكرية متواصلة.
وتتزايد التوترات في ظل حرب إبادة إسرائيلية متواصلة على غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما خلّف أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.