وفي مؤتمر صحفي في العاصمة موسكو، قال بيسكوف إن العلاقات الثنائية، والقضايا الدولية، والأزمة الأوكرانية، على رأس المحاور الرئيسية للقاء بوتين وترمب المرتقب.

وأضاف: "لا شك أن مثل هذا اللقاء ضروري من منظور العلاقات الثنائية الروسية-الأمريكية، ومن منظور مناقشة وإجراء حوار جاد على أعلى مستوى في الشؤون الدولية والقضايا الإقليمية، بما في ذلك، بالطبع، الأزمة الأوكرانية".

وفي وقت سابق الجمعة، انتهى في إسطنبول اجتماع عُقد برئاسة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، على مستوى الوفود بين تركيا والولايات المتحدة وأوكرانيا، في إطار المفاوضات الهادفة إلى إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية.

وقبل قليل، انتهى في المكان نفسه، اجتماع ثلاثي آخر بين تركيا وروسيا وأوكرانيا.

وحسب مصادر في الخارجية التركية، الجمعة، اجتمعت وفود تركية وروسية وأوكرانية في قصر دولمة بهتشة التابع لرئاسة الجمهورية في إسطنبول برئاسة فيدان.

وضم الوفد التركي أيضاً رئيس الاستخبارات إبراهيم قالن، واستمر الاجتماع نحو ساعة و45 دقيقة.

ورداً على سؤال عن محادثات السلام التي عُقدت يوم الجمعة، بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول، قال بيسكوف إن بوتين يتلقى جميع المعلومات المتعلقة بها بشكل فوري.

وقبيل مغادرته أبوظبي قبل ساعات، قال الرئيس الأمريكي، للصحفيين على هامش حوار الأعمال الإماراتي-الأمريكي، إنه سيلتقي الرئيس بوتين لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا بـ"أسرع ما يمكن، وقد حان الوقت لفعل ذلك".

ولفت إلى أن "بوتين قرر عدم حضور محادثات السلام التي عُقدت هذا الأسبوع في إسطنبول لعدم وجود نظيره الأمريكي هناك".

وتابع: "قال الجميع إن بوتين سيحضر، و(الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي سيحضر، وقلتُ: إذا لم أذهب، فلن يحضر بوتين، ولم يحضر (...) أتفهم ذلك".

وأعرب ترمب عن استعداده للقاء بوتين للتفاوض في وقت لاحق بعد جولته الخليجية الحالية.

واختتم الرئيس الأمريكي حديثه بالقول: "العالم مكان أكثر أمناً الآن، وفي غضون أسبوعين أو 3 أسابيع يمكننا أن نجعله مكاناً أكثر أمناً".

"وقف إطلاق نار كامل"

على صعيد متصل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن أولويتهم القصوى هي تحقيق وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط، وإنه يجب التوصل إلى نتيجة لوقف النار في مفاوضات السلام بإسطنبول.

وأكد زيلينسكي في كلمته، الجمعة، خلال القمة السادسة للمجموعة السياسية الأوروبية التي عُقدت في العاصمة الألبانية تيرانا، أن هناك حاجة إلى إحلال السلام في أوكرانيا، وأن استمرار الاستقرار في أوروبا يعتمد على ذلك.

وأشار إلى أن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا التي تستضيفها إسطنبول تشكل خطوة مهمة على طريق السلام.

وأضاف: "كنت في أنقرة أمس (الخميس). كنت أنا والرئيس أردوغان على استعداد للقاء بوتين مباشرةً في أنقرة أو إسطنبول، وحل جميع القضايا المهمة. لكنَّ بوتين لم يقبل".

وأوضح أن الوفد الروسي في مفاوضات إسطنبول لم يضم مسؤولين رفيعي المستوى، وأنه أرسل الوفد الأوكراني لمعرفة ما إذا كانت موسكو عازمة على صنع السلام.

وأردف زيلينسكي: "أولويتنا الأولى هي وقف إطلاق النار الكامل والصادق وغير المشروط".

وشدد على أن أوكرانيا "في حالة طوارئ"، وأن مفاوضات إسطنبول اليوم يجب أن تُسفرَ عن نتائج تبدأ على الأقل بوقف إطلاق النار.

وذكَّر بأن أوكرانيا أو الزعماء الغربيين لم يكونوا هم من عطلوا المفاوضات عام 2022، مضيفاً: "كان الروس هم من أرسلوا رؤوساً فارغة إلى المحادثات، وهذا يدمِّر معنى الدبلوماسية".

وتابع: "إذا اتضح اليوم أن الوفد الروسي كان مجرد عرض مسرحي ولم يتمكن من تحقيق أي نتائج، فإن العالم يجب أن يرد على ذلك".

وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا مستعدة لاتخاذ جميع الخطوات الواقعية لإنهاء الحرب، داعياً بوتين إلى منح وفده "تفويضاً حقيقياً".

وأفاد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يريد إنهاء الحرب، وتابع: "علينا مواصلة العمل الوثيق مع الرئيس، والتنسيق قدر الإمكان. والدعم الأمريكي طويل الأمد أمر حيوي".

وفي 11 مايو/أيار الجاري، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا دون شروط مسبقة في 15 من الشهر ذاته في إسطنبول، طالباً من نظيره التركي رجب طيب أردوغان استضافة الجولة الجديدة.

بدوره، أكد الرئيس أردوغان استعداد تركيا لاستضافة المفاوضات لتحقيق سلام عادل ودائم، ورحبت الحكومة الأوكرانية بالخطوة، فيما تتجه أنظار المجتمع الدولي نحو الاجتماعات التي تستضيفها إسطنبول.

ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعدّه كييف "تدخلاً" في شؤونها.