وأدان برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان مشترك هجوماً على قافلة إغاثية مشتركة قرب مدينة الكومة بولاية شمال دارفور، الليلة الماضية، راح ضحيته 5 قتلى وعدد من الجرحى.
وأوضح البيان أن الهجوم أسفر كذلك عن إحراق شاحنات وتضرر مساعدات إنسانية حيوية.
وذكر أن القافلة المؤلفة من 15 شاحنة كانت تحاول إيصال مساعدات غذائية إلى مدينة الفاشر في شمال دارفور، مشيراً إلى أن مسار القافلة كان محدداً مسبقاً، وجرى إبلاغ كل الأطراف بموقع الشاحنات.
وأكدت المنظمتان "ضرورة حماية قوافل الإغاثة"، وطالبتا أطراف النزاع في السودان "بتسهيل مرورها ووقف فوري للهجمات على العاملين في المجال الإنساني ومرافقهم ومركباتهم"، وفق البيان.
وذكر البيان أن "مئات الآلاف من الأشخاص، بمن فيهم الأطفال، في الفاشر ومحيطها أصبحوا معرضين لخطر شديد من سوء التغذية والجوع، وسيتفاقم وضعهم إذا لم تصل إليهم الإمدادات على وجه السرعة".
تنديد أممي
أدان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك "بأشد العبارات" استهداف القافلة الإغاثية.
وقال دوجاريك خلال المؤتمر الصحفي اليومي في نيويورك إنّ الحادثة "عمل مروع ضد العاملين الإنسانيين الذين يعرضون حياتهم حرفياً للخطر، في محاولة للوصول إلى الأطفال والأُسَر المعرضة للخطر في المناطق المتضررة من المجاعة في السودان".
وأشار إلى أن القافلة المستهدفة كانت "أول قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة ستصل إلى الفاشر منذ أكثر من عام".
اتهامات متبادلة
وتبادلت الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع الاتهام بالهجوم على القافلة الإغاثية.
وأعربت الحكومة في بيان عن "استهجانها وقلقها العميق إزاء الحادثة الخطيرة التي تعرضت خلالها سيارات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة لهجوم غادر باستخدام طائرات مسيّرة هجومية تتبع لميليشيا الدعم السريع المتمردة في منطقة الكومة".
وعدّت الحكومة الهجوم "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتقويضاً مباشراً ومتعمّداً للجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدنيين المحتاجين والمتأثرين بالحرب".
من جانبها، قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر (لجنة شعبية): "في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الانتهاكات المتصاعدة، أقدمت قوات الدعم السريع على احتجاز قافلة مساعدات إنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، كانت في طريقها إلى مدينة الفاشر قبل 3 أيام، وذلك في مدينة الكومة، ثم أحرقتها بالكامل يوم أمس".
في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بشن هجوم بطائرة على القافلة، وقالت في بيان الثلاثاء: "أسفر الهجوم عن مقتل 4 أفراد من القافلة وإصابة اثنين آخرين، وتدمير 7 سيارات بشكل كامل، وذلك بحسب الإحصائيات الأولية".
ومنذ 10 مايو/أيار 2024 تشهد مدينة الفاشر اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع رغم التحذيرات الدولية من خطورة المعارك في المدينة التي تُعَدّ مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
كما تتهم السلطات السودانية منذ فترةٍ قوات الدعم السريع بشن هجمات بطائرات مسيّرة على منشآت مدنية، من بينها محطات كهرباء وبنية تحتية في مدن شمال وشرق البلاد، دون تعليق من الدعم السريع.