وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلاً عن مصادر أمنية بأن الشبان استشهدوا بعد محاصرة قوات الاحتلال لهم واستهداف المنزل الذي كانوا فيه بقذائف "الإنيرجا" (المحمولة على الأكتاف). وأضافت المصادر أن جيش الاحتلال اختطف جثامين الشهداء الأربعة.
وفي وقت لاحق، ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان لها أن طواقمها نقلت أحد الشهداء من المنزل المحاصر في طمون إلى المستشفى، مع عدم وضوح ما إذا كان هذا القتيل هو من بين الأربعة أم قتيل خامس. وأفاد شهود عيان بأن جيش الاحتلال شرع في هدم منزل في البلدة بعد استشهاد الشبان الأربعة.
كما أشار شهود عيان إلى أن آليات عسكرية وجرافات إسرائيلية اقتحمت بلدة طوباس وبلدة طمون في وقت سابق من اليوم الخميس، إذ حاصرت منزلين ودفع الجيش بتعزيزات عسكرية، وسط سماع أصوات إطلاق نار حي وتفجيرات. ووفقاً للشهود، نفذت قوات الاحتلال تفجيراً في مقهى في طوباس، وقصفت منزلاً محاصراً في طمون بصواريخ "الإنيرجا".
في وقت متزامن، صرح سكرتير الحكومة الإسرائيلية، يوسي فوكس، في منشور عبر منصة إكس بأن المعركة ضد الإرهاب في الضفة الغربية ستزداد شدة، معلناً أنه سيجري التعامل مع المزيد من مخيمات اللاجئين التي زعم أنها "تشكل معاقل للإرهاب".
وفي السياق ذاته، دعا وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، إلى تدمير قريتي بروقين وكفر الديك شمالي الضفة الغربية على غرار الإبادة الجماعية التي نفذت في الشجاعية وتل السلطان بقطاع غزة. وأكد سموتريتش في منشور له على إكس أنه يجب تدمير "أوكار الإرهاب في يهودا والسامرة"، في إشارة إلى الضفة الغربية.
وتأتي هذه التصريحات عقب مقتل مستوطنة إسرائيلية وإصابة زوجها في إطلاق نار بالقرب من قرية بروقين شمالي الضفة الغربية يوم الأربعاء. ومنذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، يواصل جيش الإحتلال عدوانه على شمال الضفة الغربية، ما أسفر عن استشهاد وجرح واعتقال العديد من الفلسطينيين، بالإضافة إلى نزوح أكثر من 40 ألف شخص وتدمير واسع في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس.
وبالتوازي مع حرب الإبادة بقطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى لاستشهاد أكثر من 966 فلسطينياً، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفاً، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 173 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.